روايه جديده ل سوليا نصار
سعداء ....لطالما تمنت ان تكون تلك هي حياتهم ...تمنت ان يتنزها كعائلة واحدة ...ولكن الآن تشعر ان سعادتها ناقصة ...تشعر ان تلك المبادرة من مراد قد تأخرت كثيرا....فبعض الأشياء أثرها يكون باهت عندما يفوت الآوان ...وفات الآوان لمراد ان يصلح أي شئ
يالا خلينا نطلع البنات عشان ميبردوش .
قالتها بنبرة باهتة فهز مرد رأسه وخرج ليساعد منار في حمل الفتيات ....
أمي مالك !
قالها مراد بهلع وهو يضع ابنته على الأريكة الكبيرة ...اقتربت أيضا منار منها بقلق وقالت
مراد روح جيب البخاخة بتاعتها يالا بسرعة . ...هتلاقيه في درج أوضة النوم بتاعتها هي وباباك...
هز مراد رأسه وهو يندفع لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها ...رأت في عيني منار القلق الحقيقي ...
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه ....لحظات وهدأت قليلا ...ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير ..
حينها قررت منار الصعود وقالت
انا هودي ملك فوق عشان تنام وبعدين هنزل اخد ماسة...
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال
ليه ما اخدتيش البخاخة ...افرض مكناش جينا دلوقتي كنت هتتصرفي ازاي ...ايه اللي انت بتعمليه ده يا أمي! ...
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت
مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله ...
طيب فين هنا !مش كانت بتساعدك ...!
أمي فين هنا مش كان مفروض بتساعدك ...
انسابت دموع صابرين وقالت
والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش ....
وهو غاضب منها وقال
طيب أنا هتكلم معاها ...أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
مساء الخير ..
قالتها برقة
قال
كنت فين يا هانم !
كنت عند ماما يا مراد ..أنا قولت لحماتي...
وأنت يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك ..كان مفروض تستأذني مني ...
قالت
ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما ...
أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح ...أنا غلطت واستحق اي عقاپ منك ...ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة ...
توسعت عيني مراد لتكمل هنا
انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني ...أنا فعلا زودتها سامحيني ...
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ ...نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر ...كانت تصطنع الاعتذار !!!
ابتسمت هنا مجددا وربتت على كفها وقالت
روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما ..
ثم استدارت نحو مراد وقالت
وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية ..
.....
في الليل ....
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها....مراد اليوم عند منار ...لا بأس غدا سوف تحصل عليه ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم ....
.....
عند منار ومراد ..
كانت منار نائمة بعمق على فراشها بينما مراد ينام على الأريكة التي أحضرها للغرفة ...كان يعجز عن النوم ...
فكر بيأس ...
في اليوم التالي ...
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها
صباح الخير يا منور ...
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها ....حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام...
ابتسم مراد وقال
وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
.......
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين ...كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام ...صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن ټضرب ضړبتها الثانية قريبا!!!
.........
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء ...
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي ..عاصي الراوي
انا مكنتش عايز اجي ...
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول
مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع ...
مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس ...لن تجادله بهذا الموضوع....
منار مبسوطة انك جيتي .
قالتها تقى بإبتسامة ...
انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا ..
قالها يونس ثم أكمل
اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني ...رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده ..
قالها مشيرا إلى الکدمة التي كانت ظاهرة على وجهه ...ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال
لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص ...فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية ...
أنا صاحب العيد ميلاد ..
قالها صوت أجش وهو ..اتسعت ابتسامة تقى