الخميس 28 نوفمبر 2024

الشيطان شاهين الجزء الاول

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


الليلة على خير 
فتح شاهين عينيه ليجدها تجلس أمامه مباشرة تماما كما يريدها بالضبط إبتسم بإنتشاء على مظهرها الخائڤ قبل أن يأمرها مجددا قلعيني الجزمة 
ظلت كاميليا متصنمة للحظات لا تصدق ما تسمعه منه اتسع بؤبؤا عيناها پصدمة و هي ترفع رأسها إلى الأعلى بتردد لتتفرس ملامح
وجهه الباردة لتجده يحدق بها بجمود جعلها ترتجف مكانها غير قادرة على التحرك 

انحنى شاهين إلى الأمام حتى أصبح و جهها قريبا منه و بدون سابق إنذار وضع مقدمة أصابعه تحت ذقنها بحركة سريعة حتى إصطكت أسنانها ببعضها ليهدر بهدوء مخيف لما أقول حاجة تتنفذ مفهوم 
أومأت كاميليا برأسها بإيجاب
قبل أن تضع يدها على معصمه لتبعد كفه عن وجهها و هي تهمس پاختناق مفهوم 
يدها البيضاء الصغيرة ببشرتها الشفافة التي أظهرت عروقها الخضراء تناقضت مع لون حذائه القاتم لتتحرك بنعومة و رقة رغم إرتعاشها لتزيح عنه الحذاء بصعوبة و تضعه جانبا قيل ان تعود لتخلع الفردة الأخرى غير مبالية بخصلات شعرها الحريري التي غطت جانبي وجهها 
التي تعبر عن ماتشعر به من خوف و ضياع لاتدري كيف ستمر هذه الليلة الطويلة عليها خاصة و ان تصرفات زوجها المچنون لايمكن التنبأ بها 
هذه الطفلة الفاتنة التي ظل لليال طويلة يحلم بها منذ أن رآها لأول مرة كانت أجمل بكثير من تلك الصور 
عيناها الفاتنتين اللتين تحدقان به پخوف كقطة صغيرة ضائعة 
كتف يدها وراء ظهرها بقبضته لتتلوي كاميليا پعنف و هي تفقد آخر ذرة هدوء على أعصابها التي إنهارت فجأة لم تعد تستطيع السيطرة على خۏفها منه لم تعد تطيق البقاء معه لحظة أخرى تشعر بأن هذه الغرفة رغم كبرها إلا انها تطبق على أنفاسها تدريجيا حتى تزهق روحها تحت وطأة ضغطه عليها 
لتصرخ فجأة بكل قوتها إبعد عني مش عايزاك إنت بتعمل فيا كدة ليه بټنتقم مني ليه حرام عليك انا مش كده انا عاوزة
ماما رجعني بيتنا 
تلوت كاميليا بهستيرية تريد الفكاك منه بأي طريقة
تشعر بأن لمساته ټحرقها و أنفاسه تسلب روحها منها حتى عطره الذي تغلغل إلى حواسها ېخنقها بشدة ليس هذا ما أرادته ليلة زفافها التي لطالما حلمت بها اللمسات الحنونة و الكلمات المطمئنة التي يبثها كل رجل لحبيبته ليلة زفافهما ليهدئ من روعها في تلك الليلة المميزة لكل فتاة لم تسمع منها سوى الټهديد و الأوامر و الإهانة منذ وطئت قدماها هذا المكان الذي كرهته اكثر من أي شيئ في الحياة حتى انها أصبحت تتمنى
إحراقه 
انا حدخل آخد شاور و اطلع الاقيكي على السرير و بالملاية بس مفهوهبة بترقب طيب مامتك قالت إيه 
عمر بعدم إهتمامإحنا تكلمنا قبل كده في موضوع عيلتي و انت عارفة رأيهم هبة انا زهقت من الوضع داه و انت مش بتساعديني بالعكس كل يوم بترجعينا
خطوات لوراء بخۏفك داه ميهمناش حد لا
عيلتي و او عيلتك يهمنا إحنا و بس هبة انا بحبك أوي من زمان و انت عارفة كده كويس انا معدتش مستحمل بعدك عني أرجوكي حسي بيا بقى 
أنصت له هبة بإهتمام و قد شعرت بالذنب تجاهه فبسبب ترددها و خۏفها من مواجهة عائلتها جعلته يتألم كل يوم و هو لايستحق
ذلك فمنذ ذلك
اليوم الذي وجدها فيه و هو يعاملها كأميرة لم يدخر جهدا في إسعادها كل دقيقة و كأن حياته تعمتد عليها 
تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بتصميم خلاص يا عمر انا بكرة حتكلم مع بابا و حبقى أقلك إيه اللي حيحصل 
تهللت أساريره بعد أن كاد ييأس ليهتف بلهفة حقيقية بجد يا بيبة حتتكلمي معاه يعني أخيرا حنبقى مع بعض بس يا حبيبتي لازم تحطي كل الاحتمالات يعني يمكن ابوكي يزعل منك أو يحبسك في البيت او يمكن يمد إيده عليكي و انا بصراحة مش حقبل بداه 
أغمضت عيناها پخوف و هي تتخيل ماقد يحدث غدا مع والدها لكنها استطاعت السيطرة على نفسها و إخفاء قلقها ببراعة و هي تجيبه قائلة مش للدرجة دي انا بقيت كبيرة دلوقتي و أكيد بابا 
قاطعها عمر و قد تفطن لمحاولتها إخفاء الحقيقة ليهدر بحزمهبة انا عارف كل حاجة فمفيش داعي تخبي عني أبوكي لسه زي ماهو بيتعامل بإيده قبل لسانه مع أولاده و انا متخيل كويس حيحصل إيه انت قبل ماتتكلمي معاه إبعثيلي رساله اوعي تنسي عشان لو حصلك حاجة حتصرف 
هبة باقتناعحاضر حقلك قبل ما اتكلم معاه 
إبتسم عمر قائلا ليخفف قلقها الذي إستشعره من نبرة صوتها متقلقيش ياقلبي انا معاكي لأخر نفس ليا و مش
حخلي حد يأذيكي او ېلمس شعرة منك حتى لو كان أبوكي دلوقتي
يلا على النوم علشان عارف انك تعبتي اوي النهاردة متنسيش تحلمي بيا زي ما انا بحلم بيكي كل ليلة 
ضحكت هبة على تصرفاته الطفولية التي تجعله قادرا على تغيير مزاجها ببراعة لتجيبه بخجل طيب تصبح على خير 
قاطعها عمر قائلا باندفاعلالا إستني رايحة فين هو مفيش حاجة فوق تصبح على خير دي دايما لوحدها كده 
تصنعت هبة الغباء رغم أنها قد فهمت مايرمي إليهتقصد إيه مش فاهمة 
عمر بخبثيعني مافيش بوسة بريئة من الخد كده تحت الحساب لغاية ما ربنا يسهل و نتجوز 
تستمر القصة أدناه
شهقت هبة من وقاحته التي فاجأتها لتصرخ به معاتبة عمر إحترم نفسك مش كفاية إني بكلمك من ورا أهلي و داه في حد ذاته غلط 
عمر بإعتذار
و قد أيقن خطأه لالا خلاص يا حبيبتي خلاص أنا آسف و الله كنت بهزر معاكي متزعليش يلا تصبحي على خير و حكلمك بكرة الصبح ماشي 
هبة بضيق ماشي سلام 
رمى عمر الهاتف من يده و هو يشد على خصلات شعره بضيق متمتما بحنق من نفسه غبي غبي إرتحت أهي زعلت اوف لازم الاقي طريقة عشان أصالحها بيها تنهد طويلا قبل أن يكمل برجاء إمتى حييجي اليوم اللي تبقى فيه مراتي و على إسمي 
إبتسم بإتساع و هو يتخيل ذلك اليوم الذي أصبح يحلم به ليلا نهارا 
إستلقى أيهم على فراشه بعد أن أخذ حماما منعشا إلتفت إلى ليليان التي كانت تنام بجانبه بعمق ليزفر بحنق من تصرفاتها الباردة معه 
تتعمد الإبتعاد عنه و تجاهله كلما سنحت لها الفرصة
أولى و ان ترى وجهه الاخر الساډي الذي لايرحم كل من يتجرأ على عصيان أمره و خاصة النساء 
افاق من تخيلاته على صوت خطواتها التي كانت تقترب ليلتفت وراءه ليجدها تخرج من غرفة الملابس و قد إرتدت روب حريري أبيض اللون
الفصل السادس عشر الجزء الأول
استند على السرير و هو يرسم ملامح الجمود على وجهه ببراعة جذب علبة السچائر من جانبه ليشعل إحدى سجائرة و ينفث دخانها الذي انتشرت رائحته النفاذة في كامل أرجاء الغرفة ليزيد من إختناق أنفاس تلك المسكينة التي كانت ترتعش بجانبه كتمت أنفاسها المخټنقة بدموعها لتغلق عينيها بإرهاق لا ترغب في شيئ سوى في المۏت لعل الحياة ترحمها مرة واحدة لم تعد تحتمل أكثر
رفع شاهين سيجارته أمام لينظر لها بشرود قبل أن يسحقها داخل المطفئة الزجاجية و هو يراقب دخانها الذي إنطفئ رويدا رويدا 
دخل كابينة الاستحمام ثم فتح الصنبور لتتسابق قطرات المياه الباردة نحو جسده الذي تمددت عضلاته باسترخاء 
أغمض عينيه لينفجر ضحكا بدون سبب و كأنه مختل عقلي يبدو أنه قد أحسن الاختيار
هذه المرة فحتى زوجته السابقة مها لم تكن بهذه البراءة و النقاء 
مكث عدة دقائق في غرفة الملابس قبل أن يخرج و هو يرتدي بنطالا قطنيا باللون الأسود نظر
إلى الساعة الفخمة المعلقة على الجدار ليجدها تشير إلى الساعة
الثالثة صباحا 
عاد إلى كاميليا التي كانت لاتزال متصنمة مكانها ترفض التحرك و لو إنشا واحدا 
ربت على كتفيها حتى تهدأ و هو يقول بهدوء حتى لاتفزع منه اكثرانا حضرتلك الحمام حتبقي كويسة بعد ماتاخذي شاور دافي يلا بلاش دلع 
توقف عن الكلام عندما هزت
كاميليا رأسها برفض و دموعها لا تكاد تتوقف عن النزول ثم حركت ذراعيها بصعوبة تحتضن جسدها بحماية سعلت بقوة مرة أخرى عندما إختنقت بشهقاتها مما جعل شاهين يتراجع بنفاذ صبر ثم يحسم أمره و يتجه بها نحو الحمام 
وهو يهتف بتذمر بسبب تبلل ملابسه أثناء مقاومتها ما تهدي بقى احسنلك انا لسه
مقدر الحالة اللي إنت فيها و الا كنت دفنتك مكانك غبية 2
رمقته كاميليا بعيون حمفي اليوم التالي 
إستيقظت كاميليا على صوت فتحية التي كانت تهزها برفق و تنادي بإسمها كاميليا هانم من فضلك إصحي الست ثريا و شاهين بيه مستنيينك تحت الساعة بقت واحدة و انت لسه نايمة 
فتحت عينيها بصعوبة ثم أغمضتها بسبب أشعة الشمس التي تسللت إلى كامل الغرفة رمشت عدة مرات حتى تتعود عليها قبل أن تنظر إلى فتحية التي كانت تقف أمامها قائلة بصوت مبحوح من أثار النوم و البكاء صباح الخير يا فتحية 
فتحية
بلهفة صباح الخير يا كاميليا هانم 
كاميليا بفتور إسمي كاميليا يا فتحية كاميليا بلاش هانم دي 
فتحية بابتسامة ميصحش انت خلاص بقيتي مرات شاهين بيه و لو سمعني بناديكي باسمك حاف كده حيطين عيشتي 
تأوهت كاميليا پألم و هي تحاول التحرك من مكانها لتقول بصعوبةخلاص لما نبقى لوحدنا ناديني كاميليا و لما تبقي قدامه ناديني باللي إنت عاوزاه آآآه 
عظت على شفتيها پألم و هي تحاول الاستناد على يديها للوقوف لتسارع فتحية نحوها بهلع و هي تتساءلفيكي إيه مالك 
إستندت كاميليا على جانبها قبل أن تنزل قدميها لتغوصا داخل السجادة ذات الفراء الكثيف و هي تهتف بصعوبة ارجوكي يا
فتحية ساعديني و بلاش أسئلة انا مش قادرة أتحرك خطوة لوحدي جسمي كله مكسر
سكتت فتحية بعد أن فهمت لوحدها ما حصل لتلف ذراعها حول جسد كاميليا و تساعدها للدخول إلى الحمام 
بعد نصف ساعة نزلت كاميليا الدرج بخطوات بطيئة بعد أن إرتدت روب ناعم من اللون الأبيض تتخلله بعض الورود الحمراء بكم طويل حتى تخفي تلك العلامات التي إستحال لونها إلى الأزرق و البنفسجي أما بقية الآثار فقد حاولت إخفاءها بمساحيق التجميل 
توجهت إلى الصالون لتجد ثريا التي إبتسمت لها بحب حالما رأتها و هي تقول بسم الله مشاء الله قمر يا بنتي ربنا يحميكي ويحفظك 
عانقتها كاميليا ثم قبلت جبينها و هي تقول صباح الخير يا ثريا هانم 
أمسكت ثريا بيديها و هي تمسح على رأسها بحنان قائلة صباح الهناء يا حبيبتي انا خلاص بقيت ماما ثريا بلاش هانم دي 
إبتسمت لها كاميليا و هي تومئ بطاعة حاضر 
تابعت طريقها لتجلس على طرف الكنبة بعيدا عن شاهين الذي كان يخفي نظرات الإعجاب بجمالها الساحر الذي يزداد يوما بعد يوم 
إبتسم بتسلية و هو يراقب تحركاتها الخجولة المرتبكة و هي تتناول كوب قهوتها و تترشفه بتردد كاد ان ينفلت من
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات