قصه مشوقه لحن الزعفران
جلست برفق على الفراش وهى تتفحص الغرفة بدقة فوقع بصرها على صورة عمران الذى التقطت له مع ابنه الصغير سفيان فى عيد ميلاده وفى هذا الاثناء ولج إليه ليجدها شاردة فى تلك الصورة فوضع الصينية على طاولة صغيرة ليقول بهدوء بعد ما علم ما يدور فى رأسها
دا أبني الوحيد سفيان بعد تلك الجملة التفتت سريعا لتقول پصدمة ألمتها ابنك! هو أنت متجوز.
يعنى ايه كنت متجوز.
عمران انفصلت أنا وهى من كذا سنة وكان عمر سفيان كام شهر وهي محبتش تكمل ف العلاقة ومن وقتها كل واحد فينا راح لحاله وبقى مشغول فى حياته.
فيروزة طب وابنك أنت بتشوفه يعنى هى بتخليك عادي تروح تقعد معاه وتقابله.
أبتسم بخفة ثم قال
أبني أصلا قاعد معايا من ساعة ماطلقنا لأن هى سابته ليا ولحد دلوقتي متعرفش حاجة عنه.
اه فى عادي جدا وبعدين يلا كفاية كلام وكلى ياهانم.
نظرت إليه بضيق وقالت
أنت هتاكلني بالعافية.
عمران أه لأن اللى فى حالتك دي لازم نتعامل معاها كدا بالعافية عشان مش بتسمع الكلام.
بعد أن انتهت من الطعام تحدثت بأمتنان
شكرا ليك على كل حاجة عملتها علشاني وأنك مرفضتش ليا طلبي وقت ماحتاجتك.
أنت بس اؤمريني ياست البنات وهتلاقيني بنفذلك كل طلباتك أصلك متعرفيش أنتى ايه بالنسبالي بس عندي سؤال ليه سبتي البيت.
اردفت فيروزة بحزن لأن كان لازم اعمل كدا من الأول أنا ماليش مكان فى بيت اللوء ياعمران وطول ما أنا هناك هفضل أفتكر كل حاجة حصلتلي وهفتكر أن باب..اقصد السيد عامر أن هو كان السبب في كل اللى حصلي وهو اللى وصلني لكدا.
فيروزة بدموع عارفة رائف الحيوان قبل مايأذيني قالي على كل حاجة ....عمران لو سمحت أنا مش قادرة اتكلم أرجوك ماتجبش سيرتهم تانى قدامي ولو وجودي هيديقك أنا همشي من هنا ومحدش هيعرفلي طريق.
عمران بأسف خلاص أهدى أنا آسف
مش هجيب سيرتهم.
وضعت يديه على وجهه لتبكي بأنهيار
تحدث پخوف وهو يهزها برفق فيروزة سمعاني ممكن تهدي حصلك ايه بس.
هدأت قليلا والتفتت تنظر حولها برهبة لتجد نفسها بجانب عمران فقالت بدموع
أنا شوفت رائف وكان هنا وبيحاول يضربني تاني أنا خاېفة اوي ليجي وېقتلني.
اؤمات رأسها بالإيجاب فقام بلمس شعرها بحنان.
بعد مرور شهرين تم القبض على رائف وهو يدخل بعض الممنوعات إلى البلد وحكم عليه بالمؤبد ولكن قبل ذلك تلقن درسا قويا من اللواء عامر والمقدم عمران لن
ينساه ابدا فى حياته بينما تلك العائلة كانت تعيش تعيسة بعد غياب فيروزة القصر ولا أحد يعلم أين هى
وكان عمران يفعل ما وسعه حتى يخرجها مما هى فيه وهى قدرت تتخطى ما مرت به بوجوده معاها فى أصعب اوقاتها كانت دوما تحلم بتلك الأحلام المزعجة وتنهض ليلا مفزعة بسببها فكان لها امانا وسندا وفى يوم ما قرر يصارحها بمشاعره
كانت تقف منشغلة فى المطبخ تصنع بعض الحلويات التى يحبها عمران وفى أثناء ذلك
أتاها صوته العاشق لها ليسعد قلبها عندما سمعته يقول بكل حب
ظللت أحلم بك وأتمنى ذلك اليوم الذى أنثر لك عطرك المفضل على ثيابك المميز تمنيت هذا اليوم الذى أعد لك فيه فطورا شهيا كما تحبيه وأن أودعك بعدها بضمة قوية عند ذهابي إلى العمل...كنت دوما أتمنى تلك اللحظة التى ستعشين بها معى فى بيت واحد وأن استمع إلى تراتيل صوتك الناعمة ورنة خلخالك الراقصة على نغمات العشق كنت أتلهف لتلك الدقائق التى أقضيها بصحبتك
لم تسعفني الكلمات يوما أن أصف لك كم أحبك لكن يكفيني أن نبض قلبي إليك يصل
ف أنا لا أملك أسبابا ولا يجب أن يكون هناك أسباب من الأساس فالحب لا يعرف سببا ف أنا أحبك هكذا دون سبب ..أحبك لأنك أنت
لقد أحببتك بشدة حتى أصبحتي دعوتي التى أدعوها بكثرة فى كل صلاة
أحببتك بأعين مغمضة دون أن أراك كل يوم ف أنا أحبك ياأجمل نساء العالمين ياأجمل ما رأت عيني ف أنتى حورية من الجنة أتت لى حتى تنير أيامي
أحببتك بقلب يرى فيك كل شئ فأصبحتي مدينتي المنورة التى أسكن بداخلها
أحببتك للحد الذى يجعل قلبي ينبض پعنف عند سماع نبرة
صوتك العابرة أحبك كل يوم وكأنني أحبك لأول مرة
فلن يغنيني عنك شيئا ولن أستبدلك بأحد ف أنت بالنسبة لى الجميع
أحبك وكفى بحبك قدرا ونصيبا وفرحا
نظرت إلى عيناه بعينيها الفيروزية الدامعة فرأته ينظر لها مبتسما ليحتويها بتلك العيون العاشقة فشعرت هى بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر بها فقد لمس حديثه شغاف قلبها ..
الحب الذى تغسله العيون بدموعها يظل طاهرا وجميلا وخالدا..
تركت ما بيدها لتركض نحوه وضمته بقوة وهى تبكي قائلة عمران اللى انا سمعته دا بجد.
طبعا ياقلب عمران أنتى حب عمري وحياتي.
رفعت رأسها ورمقته بنظرات ساحرة لتقول بخفوت وصل لمسمعه وأنا قلبي نبض ليك من اول مرة شوفتك فيها ودلوقتى بقيت حبيبي وروحي اللى مقدرش أبعد عنها.
فأبتسم ثغره بسعادة غامرة لا يشعر بمثلها فقط فى حياته لينتهي المشهد وهو يدور بها بحب شديد.
أنتهت الرواية بفضل الله
الخاتمة الأولى
فى صباح يوم جديد وتحديدا فى قصر الراشد وبعد أن تم سجنخالد وزوجته پتهمة الشروع فى قتل فيروزة لمدة ثلاث سنوات بينما كان باقى أفراد العائلة مجتمعة على سفرة الطعام فى صمت شديد نهض عمر من مكانه فأتاه صوت ابيه قائلا قومت ليه من على الاكل أنت ماكلتش حاجة.
أردف عمر بضيق وصوت عال ماليش نفس كل أنت يمكن تشبع.
نظر إليه عامر الذى قال پحده أنت ازاى بتكلمني كدا ايه مفيش احترام لأبوك.
أجابه الأخر باللامبالاة والله حضرتك دي طريقة كلامي .
وفى هذة المرة تحدثت نازلي بتحذير
الزم حدودك ياعمر ومتنساش اللى بتتكلم معاه يبقى أبوك فخلى بالك من كلامك الزفت دا.
والله لو كلامي مش عاجبكم محدش منكم يوجهلي كلام من أصله ياريت على الأقل أبقى مرتاح.
الظاهر أني دلعتك زيادة عن اللزوم والله ياعمر لو ماحترمتش نفسك لتشوف مني حاجة مش هتعجبك.
أبتعد عمر عنه پعنف وهو يقول پغضب
وياترى المرة دي هتعمل فيا زي ما عملت فى بنتك فيروزة ولا لسه فى وش تانى عند سيادة اللواء مظهرش.
ساد الصمت فى أرجاء القصر إلا صوت تلك الصڤعة التى تلقاها عمر من أبيه وضع يديه على موضع الصڤعة وقد بدأت عيناه تلتمع بالدموع فقال بحزن
ايه كلامي وجعك للدرجاتي بس وجعك ده ميجيش حاجة جنب ۏجعها هى و بسببك أنت أختي مشيت وسابت البيت ولحد دلوقتي مش عارفين هى فين ولا نوصلها بسببك أنت كانت ھتموت لكن ربنا نجاها انا عمري ما هسامحك يابابا لان انت السبب فى كل اللى حصلنا.
بعد ما أنهى حديثه غادر المكان بأكمله تاركا خلفه تلك الصدمة والحزن الذى أحتل ملامح الكل بينما عامر شعر بثقل فى قدميها وكاد أن يسقط فاسنده أخيه أحمد الذى قال بقلق عامر أنت كويس حاسس بحاجة تعباك.
وضع الأخر يديه على موضع قلبه الذى يؤلمه بشده ليقول بخفوت لا مفيش أنا كويس.
أبتعد عنه وهو يخطو بثقل صاعدا إلى الأعلى بعد خضون دقائق دخلت نازلي غرفتها لتجد زوجها جالس على الأريكة ممسكا بيديه صورة جمعته بأبنته فيروزة وهى تحضتنه جلست بالقرب منه وهى تضع رأسها على كتفه قائلة بحزن
أنا قلبي واجعني على بعدها عني طول الفترة دي مش عارفة ايه اللى وصلنا لكدا
نفسي أشوفها.
تحدث عامر بخفوت وألم
أكيد هترجع بس هى زعلانه مننا علشان كدا سابتنا بنتنا قلبها أبيض ونقي عمرها ماهتكرهنا هى محتاجة شوية وقت ترتاح فيه وتنسى اللى حصل وبعدها هترجلنا أقوى من الأول.
أخذت الأخرى تبكي قائلة
ولو مرجعتش وفضلت زعلانه مننا قولي هقدر أعيش أزاى من غيرها دى بنتي ياعامر حته من روحي.
أحتواها بين ذراعيه وقد التمعت عيناه بالدموع ليقول بخفوت
حاضر ياعامر أوعدك.
بعد مرور عشر أيام أخر قام أدم بعقد قرآنه على سارة دون عمل حفل زفاف وسافر بها إلى إحدى البلاد السياحية ليقضوا شهر العسل نظرا لتلك الظروف التى تمر بها العائلة
بينما الأخ الفرفوش طارق جلاب المصائب
تمت خطبته رسميا على حبيبته سهر ابنة عمه أحمد التى كان لها دور كبير فى تخطيه ذاك الحزن والخزي والعاړ الذى تعرض لهما من عائلته
ومازال عمر يقاطع أبيه ويرفض أن يتحدث معه فهو يحمله كامل المسؤلية فى ابتعاد شقيقته وصديقته وكاتمة أسراره عنه ولن يجتمع معهما ثانيا إلا عندما يأتي إليه ب فيروزة
كانت تأخذ الصالون ذهابا وايابا تتوعد بعقاپ شديد إليه ظلت تقطم أظافرها بأسنانها فقد تاركها مساء البارحة بمفردها فتلك الشقة العريضة ولم يأتي حتى الآن فقالت متواعدة
ماشى ياعمران أما وريتك مبقاش أنا فيروزة بقى تسبني طول الليل لوحدي ومتجيش طيب والله ما هسكتلك بس لما تشرف.
بعد مرور بضع ساعات
فتح عمران باب الشقة بهدوء وهو يلتفت حوله ليرى المكان هادئ للغاية فأغلق الباب خلفه وأخذ يتفحص الأركان فلم يسمع لها زفيرا علم على أثر ذلك أنها فى غرفتها تنهد بهدوء وهو يضع تلك الأشياء الذى بيديه على الطاولة ثم أقترب من غرفتها
وطرق الباب بخفة فأتاه صوتها الغاضب
وأخيرا الاستاذ شرف ايه اللى جابك ما لسه بدري.
وضع يديه على شعره وقال بأبتسامة خبيثة
بجد يعنى أمشى حاضر امرك يطاع أيتها الأميرة.
أبتعد قليلا عن الباب تحسبا لأى بطش سيحدث منها وعلى أثر ذلك رأى الباب يفتح بقوة لتخرج منه وهى ممسكة بيديها عصا بينما عمران نظر إليها پصدمة من هيئتها الغاضبة ومازاد دهشته أكثر العصا التى تحملها بيديها بدأت تقترب منه وهو يتراجع للخلف فقالت بأبتسامة غاضبة
جرب كدا تمشى وأنت هتشوف ايه اللى هيحصلك.
رفع يديه أمامها ليقول بحنان
أهدي ياقلبي أنا عارف أنك زعلانة مني بسبب اني مجتش البيت بليل بس والله ڠصب عني.
وايه اللى غصبك ياعنيا ميكنش شايفلك شوفه جديدة.
يافيروزة ياحبيبتي هو أنا أقدر اشوف غيرك انتي بس اللى مالكة قلبي وبعدين ياستي مكنش بمزاجي اني
مجيش ابني سفيان كان تعبان أوى امبارح وكان لازم أفضل معاه ودلوقتى بس عرفت اسيبه مع أمي وأجيلك.
أردفت بقلق واضح فى نبرتها
سفيان تعب طب هو كويس وايه اللى حصله رد عليا.
أبتسم بخفة وتفهم خۏفها فهى الأيام الفائتة كان يأتي بسفيان إليها دون علم أحد وقد بدأت