الخميس 19 ديسمبر 2024

الدهاشنه كاملة بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 148 من 215 صفحات

موقع أيام نيوز


سمح لها بالنوم بأحضانه بعد سيطرة منه على مشاعره المنجرفة إليها شعرت بتلك اللحظة بأنها قادرة على منحه فرصة الإقتراب منها وقد اتخذت قرارها بتوتر جعل وجهها يصطبغ بحمرة مربكة للغاية فاقت تسنيم من شرودها حينما وجدته يخرج على متن حصانه المفضل همام ويقترب منها فهرعت للخارج پخوف اقترب منها حتى صار يقف بمحاذاتها ثم قدم لها يديه ليشير لها قائلا 

_تعالي..
اخفت يدها معا للخلف وكأنه سيلتهما 
_لا مستحيل.. انت بتهزر. 
منحها آسر ابتسامة جذابة قبل أن يتابع باستنكار 
_غريبة إنك بتحبي الخيل ومع ذلك عمرك ما فكرتي تركبيه 
ردت عليه بنزق 
_وأيه الغريب في كده عادي بحب أتفرج عليه بس من بعيد.. 
اقترب بخيله منها ثم قال بصوته الرخيم 
_مش هتندمي صدقيني. 
تراجعت خطوتين للخلف وهي تشير له بانفعال 
_قولتلك لا.. 
ضم شفتيه معا بخبث ثم أشار لها بعدم مبالاة مصطنع 
_براحتك بس متلوميش الا نفسك. 
لما تفهم ما قال الا حينما تحرك بالخيل تجاهها فركضت تسنيم وقد ظنت بأنها ستحظى بالفرار فوجدته ينتشلها بذراعيه التي اجبرتها على الصعود أمامه تعلقت برقبتها وهي توزع نظراتها بينه وبين الأرض بعدم استيعاب لما فعله وحينما استعابت صړخت بړعب 
_لا نزلني..
واحتضنته بقوة كادت بقطع التيشرت الخاص به فابتسم وهو يردد بمكر 
_أنزلك أيه بس أنا حبيت الخيل أكتر من الأول. 
ابتعدت عنه بحرج فصاح بمكر 
_هتوقعي كده وهتتعقدي من الخيل. 
عادت لتتشبث به من جديد فابتسم بانتصار وضمھا بيديه المتمسكة بلجام الفرس فتلك اللحظات تمنحه سکينة لم يشعر بها سوى بقربها منه. 

بالجناح الخاص ببدر. 
نومه الثقيل جعله لا يشعر بما حوله فظل نائما حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعلها في حالة من الضيق والتذمر لعدم جلوسه للتحدث معها فاقتربت منه رؤى بملل بعد أن قامت بمحاولة ايقاظه للمرة التي تعدت الخامسة فهزته تلك المرة پعنف وهي تصرخ بصوت مرتفع للغاية 
_بدر. 
ظنه أحمد كالمعتاد فلف ذراعيه ليطرحه على الفراش ثم كور يديه بلكمة قوية كادت باستهداف وجهها لولا أن تأكدت عينيه بمن يرى فارتخت عضلات جسده ليردد باستغراب 
_رؤى! 
أخفت وجهها بين يدها وهي تردد پخوف 
_أنت هتضربني من أول يوم ولا أيه! 
عاونها على الجلوس ثم قال بنظرات عاشقة 
_تنقطع إيدي لو تتمد عليكي يا روحي أنا بس لسه متأقلمتش على الوضع الجميل ده.. كنت فاكرك أحمد. 
همست پخوف من خلف حاجزها الخاص 
_يعني أمان أشيل إيدي ولا أيه 
ضحك بصوت مسموع ليقربها من صدره 
_أنا الأمان بنفسه عيب تسألي السؤال ده. 
ابعدت يدها عن وجهها ثم دفعته بعيدا عنها لتبتلع ريقها پخوف 
_بعد اللي شوفته لازم أسال مرة وإتنين وعشرة. 
منحها نظرة خبيثة قبل أن ينحني تجاهها 
_لا أنا مقدرش على زعلك. 
زحفت للخلف وهي تشير اليه بتوتر 
_بتعمل أيه 
قال وهو يقترب منها بمكر 
_هحاول أصالحك. 
وجدت خۏفها يتبدد أمامه لتنغمس بين أحضانه مثل الأمس تعالت ضحكاتها حينما أخبرها بما كان يحدث له من وراء نومه الثقيل فكانت تلك من الصفات التي لم تعرفها عنه قط ولكن راق لها تودده إليها ليصطحبها في رحلة لا تخص سواهما.. 

بالمندارة
كان يجتمعفهد بعدد من الرجال ليشكو من ابن عم والده الاغلب يشكو من سيطرته على أراضي الفلاحين وتأخره بدفع إيجار الأرض ومن يطالبه بذلك يهدده بمركزه فيهابه الضعيف والقوي فمنحهم فهد وعدا قاطع بالتداخل في حل الأمر واعادة الحقوق لأهلها فما أن غادر التجمع الغفير حتى اجتمع رجال المنزل فقال سليم باستياء لما يحدث 
_مهران سايق فيها على الكل يا كبير ولازمن يتحطله حد. 
أضاف عمر بضيق شديد مما استمع إليه من شكاوي غير مرضية بالمرة 
_اللي خلاه مستقوي على الناس كده لأنه مفكرنا هنسانده وهنقف في دهره بعد ما اتجوز بدل فهد من البنت دي! 
اضاف جاسم بإنفعال 
_كنه كان بيعملها جميلة عشان نفضل نسدد الدين لحد النهاردة. 
قال يحيى والډماء تغلي بعروقه 
_يعني هو ميستقواش الا على الناس الغلابة اللي الأرض هي مصدر دخلهم الوحيد لو سكتنا المرادي كده الناس هتفقد الثقة إن الكبير هيرجعلهم حقوقهم. 
سارت المناقشات بينهما وفهد يستمع لما يقال بصمت كان بمثابة عد تنازلي للقادم فانتهت الهمسات فيما بينهما وكفوا عن الحديث لينصتوا لما سيقال 
_مفكر إني هقعد وهتفرج على مصايبه يبقى ميعرفنيش واصل. 
ثم رفع صوته لينادي أحد رجاله فما أن حضر أمامه حتى أمره بحدة 
_تروح لحد داره وتقوله يجيني بكره والا هيفتح على نفسه أبواب جهنم. 
أومأ الرجل برأسه وهو يردد باحترام 
_أمرك يا كبير. 
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان المحظور على النساء بدخوله فردد يحيى بدهشة 
_ماسة! 
انتبهوا جميعا إليها فبحثت عنه وسط الحاضرين ثم أسرعت تجاهه لتجلس جواره وهي تعاتبه بحزن 
_أنا بدور عليك من الصبح في البيت الكبير ده أنا مش عايزة أقعد فيه عشان لما بتضيع مش بلاقيك بسرعة. 
حاول كتم ضحكاته في حضرة كبير الدهاشنة ولكنه وجده يشير إليها بابتسامة هادئة 
_حتى لو كبير في الاخر وصلتيله ولا لا 
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه 
_ما أنا مسكاه أهو يبقى وصلت ليه. 
وتفحصت وجهه پخوف فضحكوا جميعا على عفويتها التي بدلت الاجواء المتشاحنة بينهما. 

القلب هو منبع صدق مشاعرك المدفونة بداخلك فإذا إعتاد لسانك الكذب قلبك لا يستطيع فان كنت ترسم الحب الزائف على شخص يخصك بشيئا هام فقلبك لا تستطيع أن ترشيه بأن يحبه عنوة وحينما ټجرح شخص قريب منك ينغزك بقوة ليجعلك تشعر بمكانته داخله هكذا ما كان يحدث إليه وهو يرى صورها الملقاة على سطح مكتبه فدفع مقعده پغضب فتاك ثم اتجه لشرفته فأزاح ستائرها باندفاع لحاجته للتنفس رؤية شخصا أخر يلمسها جعل أوردته تندفع وكأنها ستنفجر بداخل جسده مرر أيان يديه على خصلات شعره بشراسة وهو يهدر بوعيد قاټل 
_فاكرة إنك هتتخلصي مني بالسهولة دي يا روجينا يبقى أنت لسه متعرفيش مين هو الشخص اللي وقعتي معاه. 

اجتمعت العائلة بأكملها على الطاولة التي جمعتهم على العشاء بعد أن اسدل الليل خمائله السوداء ليمنح بعض السلام بعد شمس يوما حارق فتعاونت النساء على رص أطباق الطعام الشهي على الطاولة بعد أن إنضم العرائس لسفرتهم الكريمة شعرت رؤى بدفء غريب لم تشعره وسط عائلتهافكل منهم كانت تجمعه طاولة خاصة به بعيدا عن الأخر والكل مسؤول عن اعداد ما يريد تناولهعلى عكس ما يحدث هنا أما تسنيم فكان هذا لا يشغل عقلها بل ما يهاجمها من أفكار جعلتها تشعر وكأنها تواجه حربا أكبر منها شيئا بداخلها يود الاقتراب منه وثمة شيئا يقذفها بۏجع الماضي الذي سيؤلمها تناست ما تفكر به واستأذنتهم لحاجتها بالنوم لشعورها بأن هناك صداع يستهدف رأسها فما أن صعدت لغرفتها حتى اتجهت لحمام الغرفة وأبدلت ثيابها قبل أن يلحق بها آسر فما أن ولج حتى نادها بقلق حينما علم بتعبها المفاجئ وصعودها 
_تسنيم... إنتي فين يا حبيبتي. 
طلت برأسها من خلف باب حمامها تتطلع إليه بارتباك شعر به فقال بلهفة 
_إنتي واقفة ورا الباب ليه! 
ابتلعت ريقها بتوتر لتحسم قرارها الاخير بكونه زوجها فخرجت لتقف مقابله ابتسمآسر حينما وجدها تحررت من مئزرها الذي لا يفارقها فاقترب منها حتى بات مقابلها فهمس بصوته الرجولي 
_في
 

147  148  149 

انت في الصفحة 148 من 215 صفحات