الدهاشنه كاملة بقلم آية محمد رفعت
ينسى عياله هيقوم يفتكرني!
ضحكت حتى احمر وجهها فاستطرد بنظرة خبيثة
_سيبك انتي منه أنا بقول نبني أوضة لينا جنب برق أنا بقيت بستبارك بيه.
احتل الخجل قسماتها فابتلعت ريقها بتوتر وهي تجاهد باستجماع كلماتها
_أنا هطلع أغير هدومي عشان أساعد ماما زمانها محتاجاني.
وتركته وهرولت للأعلى ونظراته مازالت تلاحقها فالقى بجسده على المقعد ليستند على يديه وهو يهمس بعشق
أستغرق الأمر ساعات طويلة من العمل حتى باتت السرايا بذلك البهاء فقد أحاطتها الزينة من جميع الاتجاهات استقبال ليوم هام هكذا فقد اهتم كلا من الشباب بمهمة محددة لينجز الوقت وقد كانت المهام الاخيرة من حق عبد الرحمن الذي أتى بالمأذون الذي سيعقد قرانهما وسط كبار عائلة الدهاشنة فاجتمع الرجال خارج المنزل وبالداخل النساء تحيط بروجينا التي تجلس بفستانها الابيض تنتظر لحظة منادتها لتوقيع عقد الزفاف وحينها ستدق الدفوف وستنطلق الزغاريد تبارك تلك الزيجة وبالفعل ولج رجال العائلة لصالون المنزل فأنهى المأذون الأوراق ثم أشار لها قائلا
وأشار لها على مكان التوقيع جذبت منه القلم ثم حانت منها نظرة لأحمد الجالس لجوارها فمنحها ابتسامة صغيرة حتى أن فهد أشار لها قائلا
_يالا يا بنتي امضي.
هزت رأسها بابتسامة رقيقة ثم كادت بأن تضع اسمها على العقد ولكن انطلق صوت جلبة قوي قادم من الخارج ليزعزع جمعهم فنهض سليم وهو يردد بذهول
وقف لجواره عمر ثم قال
_مش عارف.
ثم أشار لاحد الشباب
_شوف كده يا يحيى في أيه
كاد بالخروج ولكن سبقه الخادم الذي هرول للداخل وأسرع ليخبر فهد بقلق
_الحق يا كبير الحكومة برة وعايزين يقابلولك.
عقد فهد حاجبيه بدهشة
_يقابلوني دلوقت!
أشار له بتأكيد فخرج ليرى ماذا هناك ولحق به الرجال بأكملهما وعلى رأسهم آسر انتاب الجميع حالة من الذهول حينما رأوا عدد من الشرطة يحاصران المنزل ولجوارهم كان يقف أخر من يتوقع قدومه جن جنون آسر لوجوده فكاد بتخطي أبيه الذي أسرع بمسك يديه ليقف جواره ثم قال للشرطي بثبات لا يليق سوى به
أجابه الشرطي بصوت صمم آذان الرجال من حوله
_الباشا أيان المغازي مقدم بلاغ بيتهمك فيه انك بتجبر مراته تتجوز واحد تاني وهي على عصمته.
أجابه بدر بسخط
_وايه اللي هيجيب مراته عندنا أيه الهبل ده!
رد عليه الشرطي بعدما فتح الورقة التي بحوزته
جحظت عين الجميع في صدمات لا حصر لهاوأولهم فهد فكان في صدمة لا يحسد أحدا عليها حتى أن جسده اهتز بقوة كادت بأن تسقطه أرضا لولا استناده على آسر الذي صاح باندفاع
_الكلام ده مش صح أكيد الحيوان ده عامل الحركة دي علشان يعمل قلق في يوم مهم زي ده.
أجابه الشرطي باحترام لمكانته ومكانة عائلته
ردد بانفعال
_يعني أيه!
في تلك اللحظة صعد أيان الدرج حتى صار مقابل فهد وآسر فابتسم وهو يجيبه بغرور ونظرة انتصار
_مكنتش متوقع إني أجي في يوم مهم زي ده طب ازاي والنهاردة فرح بنت كبير الدهاشنة..
لزم فهد الصمت بينما تمرد صوت آسر فقال من خلف ابيه الذي يقف أمامه كالسد المنيع
_كدب ولا فارق معايا ورق ولا كلامك واللي بتعمله ده مالوش غفران وساختك دي هتتسبب في موتك وعلى أيدي يا كلب.
رد عليه بنفس تلك الابتسامة المستفزة
_نادي العروسة وأسالها أنا أبقى أيه بالنسبالها ويمكن اللي في بطنها يكون وسيلة سريعة تعرفك أبوه مين يا فهد بيه!
اختص بكلامه فهد لعله يشفي غليله فتلقي صدمة أخرى مثل تلك علها ستزيد من حساسية موقفه فانتقلت نظراته على حشد الرجال الذي بات الحديث والاقاويل الجانبية تكتسح جلستهما ترك آسر يد أبيه ثم أسرع ليقف مقابله فلف يديه حول عنق أيان ليرفعه عن أرضه وهو يصيح به پجنون
_هدفنك هنا مكانك ووريني هتعمل أيه
تدخلت قوات الشرطة لتفصل بينهماحتى أحمد حاول بكل جهده تحريره فلم ينجح أحدا في عتقه الا حينما صاح فهد بابنه قائلا
_همله يا آسر.
انصاع لابيه بالرغم من استيائه من طلبه فوقف فهد مقابله ثم انتقلت نظراته الى أيان وقال بثبات مازال يتمسك به لاخر لحظة
__كبير الدهاشنة مبينحنيش لحد ولو كنت فاكر إنك عملت كده في بتي عشان تكسراني تبقى لسه معرفتش مين هو فهد الدهشان ..
انحنى أيان بجسده تجاهه فبترت ابتسامته الباردة بفحيح صوته المخيف
_اللي بينا مش بنتك بس يا كبير الدهاشنة! اللي بينا أكبر من كده بكتير ماضي بالنسبالك وحاضر ومستقبل بالنسبالي!
باتزان أجابه
_لساك عيل وتفكيرك محدود لما تتعلم تبقى راجل صوح تعالى نتحدت.
ثم استدار برأسه تجاه بدر ليأمره بصلابة
_هاتله اللي يخصه..
وزع نظراته بينهما بعدم فهم فصاح به فهد بحزم
_سمعت اللي قولته!
هز رأسه عدة مرات قبل أن يغيب للداخل ليخرج بها فما أن رأها آسر حتى جذبها من شعرها ليهوي على وجهها بصڤعة قوية وهو يصيح بها پغضب كالجمر
_ليه حطيتي رقبتنا تحت رجل كلب زي ده يا ڤاجرة.
وكاد بأن يلقيها صڤعة أخرى ولكن أمسك أبيه بيديه للمرة الثانية ثم قال بصرامة
_ايدك مش هتتوسخ بدم ميستحقوش..
واستدار تجاه روجينا ذات الوجه الشاحب فكانت تختبر صدمة يطفوها عدم تصديق لما يحدث حولها وكأنها بحلم غريب السياق لف فهد يديه حول معصمها ثم دفعها عن الدرج لتستقر أسفل اقدام أيان ليشير بيديه
_اللي ليك خدته متفكرش ترجع اهنه تاني البيت ده غالي وميدخلوش الرخاص.
منحه أيان نظرة شملت معنى صريح لشماتة عابرة ثم انحنى ليجذبها تجاه سيارته ليغادر بعدما ترك علامة لن يناسها أي فرد من الدهاشنة غادر وبصحبته الشرطة ومازال الرجال يتهمسون على ما حدث وبالأخص مهران كان اليوم هو اعظم انتصارته وارضاء لحقده الدافين تجاه فهد وعائلته كان يريد ان يراه مزلول منكسرا ولكن عزيمته حطمت حينما وقف فهد بكل كبرياء ليرفع صوته للحشد الذي نهض من مقعده ليستمع لكبيرهما
_لو فكريني هقولكم انسوا اللي حصل تبقوا غلطنين أني مغلطتش عشان أطلب ده أني ماليش عندكم غير اللي عملته وبس واديني واقف قداكم أهو ورأسي هتفضل مرفوعة أني مخلفتش غير ابني آسر كبيركم كلكم من بعدي وزي ما حكمت بينكم بالعدل وبشرع الله هيحكم ربنا ما رزقنيش بالبنات بنتي الوحيدة ماټت...
واسترسل بثبات
_خدوا واجبكم واقعدوا السهرة لسه طويلة والفرح هيكمل.
ثم استدار تجاه سليم ليناديه بصرامة
_سليم.
اسرع تجاهه وهو يجيبه
_تحت امرك يا كبير..
قال وعينيه تتنقل بين الوجوه بعظمة
_جهز بتك هنكب كتابها على أحمد دلوقتي والسبوع الجاي الډخلة.
قرار حاسم اتخذه فهد حتى ينهي تلك المعضلة فلم يناقشه أحدا أو يعارضه فكان قرار يصب في مصلحة الجميع وبالنهاية لن يجد سليم أفضل من أحمد زوجا لابنته حور لذا ولج للداخل ليحضرها على الفور ومن ثم خرج بها أمام الرجال بعد أن قرر فهد أن يعقد القران بالخارج أمام الجميع وصمم ان يشهد آسر عليه بنفسه وفور أن انتهى الحفل غادر الجميع وولجوا جميعا للداخل ليجد رواية تقف مقابله مستندة على ذراع تسنيم وتالين لتسأله بصوت شاحب كحالها
_فين بنتي يا فهد!
منحها نظرة قاسېة قبل أن يرد عليها بهدوء مخيف
_بتك ماټت يا رواية ومش عايز اسمع اسمها