الخميس 19 ديسمبر 2024

الدهاشنه كاملة بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 188 من 215 صفحات

موقع أيام نيوز


المقعد القريب منهما فدفع المقعد حتى وضعه مقابل لآيان فأخفض يديه بها ليضعها على مقعدها ومن ثم دفعه العم صالح للداخل لتختفي روجينا عن اعينهما وقلبها يخفق قلقا على ما سيحدث به من أبيها.. 
بالخارج.. 
ظلت النظرات الماكرة تتبادل بينهما إلى أن عبئ فهد ذلك السكون حينما دنى بخطاه الواثقة ليقف مقابله ثم قال بغموض 

_شايفك قريب من بتي وأنت لساك مخدتش قرارك يابن المغازي! 
طوفه بنظرة ثابتة قبل أن يجيبه 
_أخدته يا فهد وشنطي في العربية.. 
ابتسم بمكر ثم أشار لأحد رجاله قائلا 
_جهز المندارة الضيف هيقعد فيها.. 
ثم طرق بعصاه الأرض وغادر من أمامه دون أن يقول أي كلمة أخرى فأشار له صالح قائلا 
_تعال معايا.. 
اتبعه أيان حتى وصل للمندارة القريبة من السرايا فصعد معه الطابق العلوي ووجده يفتح أحد الغرفة ثم جذب المنشفة لينفض التراب عن أحد المقاعد وأشار له قائلا 
_5دقايق وهتلاقي الاوضة كيف البدر. 
هز رأسه بهدوء ثم جذب المقعد وجلس يراقبه وهو ينظف الغرفة بهمة ونشاط فبدى له بأن هذا الرجل المسن عاش عمرا بأكمله يخدم فهد وعائلته لذا سأله بمكر 
_بقالك اد ايه شغال هنا! 
أجابه الرجل وهو يضع ملاءة جديدة على الفراش
_بقالي 40سنة من قبل ما البيه الكبير ېموت.. 
ابتسم ساخرا وهو يسأله بإستنكار 
_وهو في حد يضحى بكل ده من عمره عشان يخدم حد.. 
رد عليه صالح بابتسامة مشرقة 
_أصلك متعرفش فهد بيه وعيلته كويس وأني هعوز أيه غير الاحترام والعيشة الكريمة اللي بلاقيهم اهنه وكبيرنا بيحترم الصغير قبل الكبير وكلتنا نفديه بارواحنا مش بعمرنا بس.. 
انتابه دهشة كبيرة فلطالما كان حائرا في سر العلاقة القوية بين فهد ورجاله والآن ازدادت حيرته أضعافا انتهى صالح من تنظيف الغرفة ثم قال 
_الاوضة بقت زي الفل اهي ولو احتاجت أيتها حاجة ناديني بس.. 
وكاد بالمغادرة ولكنه التف اليه ثم قال بابتسامة صغيرة 
_تعرف يا ولدي انت من دور عيالي عشان اكده هقولك نصيحة أوعاك تكون داخل اهنه ولسه في جلبك سواد وكره للكبير لانك اكده هتبقى بتخسر نفسك اني عشت عمري كله اهنه وعمري ما شوفت حد بيقلل احترام منيه ولا حد يستجري يناديه باسمه اكدهحتى ولاد عمه سليم وعمر وأنت في عمر ولده وبالرغم من اكده سايبك تناديه كيف ما تريد يمكن اللي بيشفعلك عنده حاجة واحدة بس.. 
رفع آيان حاجبيه وهو يتساءل باستغراب 
_حاجة أيه 
رد عليه بنفس البسمة البشوشة 
_انك متعرفوش يا ولدي أنت عشت عمرك كلته بتتخيل فيه الشړ والۏحش عشان اكده وجودك اهنه لسبب ميعرفوش غير الكبير نفسه والعلم لله هو رايد منك أيه جايز يكون بيديك فرصة انك تعرفه زين.. 
وغادر بعدما زاد من حيرتهفجلس أيان على الفراش وهو ينفث عما بداخلهفتذكر الحديث الذي تم بينه وبين فهد بالمشفى قبل قدومه لهنا.. 
_بعد اللي مهران قاله مبقتش عارف أفكر ولا قادر أستوعب أن كل اللي عملته ده مكنش للي يستحق أنا حتى عاجز اني اعتذرلك يا فهد..أنت متخيل إزاي كرهي ليك لسه جوايا لحد اللحظة دي حتى بعد ما عرفت الحقيقة! 
ابتسم فهد ثم قال 
_اللي يتربى على حاجة 27سنة صعب يتقبلها بسهولة يابن المغازي... وأني مش مستني انك تحبني او تحب عيلتي أني عايزك تنهي اللي بينا بطلاقك لبتي وكل حي يروح لحاله.. 
اتقبض قلبه لسماع ما قال لذا صاح بعصبية بالغة 
_لا يا فهد انا مش هطلق مراتي انا بحبها وعارف انك مستحيل تصدق الكلام ده بس دي الحقيقة انا ماليش هدف ولا غاية اعيش عشانها غير هي حتى وانا عارف ان قلبها مبقاش ليا زي زمان بس هحاول اني اخليها ترجع تحبني من تاني.. 
طرق بعصاه الأرض پغضب اتبع نبرته الصارمة 
_أوعاك تكون فاكر اني مقدرش احمي بنتي واخلصها منيك.. 
أخفض رأسه للأرض بحزن 
_عارف انك تقدر بس أنا مش هقبل انك تفرقني عنها ويمكن ده يكون سبب العداوة الجديدة اللي هتجمعنا مرة تانية. 
ضحك بصوت مسموع ثم قال ساخرا 
_بتهددني يابن المغازي! 
هز رأسه نافيا 
_لا.. أنا بحاول اوضحلك الامور حتى لو مكنتش لابق في اختيار كلامي.. 
منحه فهد نظرة مطولة زينها الغموض والثبات انهاها حينما انتصب بوقفته وهو يخبره بكبرياء
_يبقى تسمعني زين لو عايز تبقى مع بنتي تنفذ كل اللي هقولهولك انت غلطت لما كنت بتحاول توطي رأسي قدام الخلق ودلوقت وقت الحساب وزي ما بتقول انك بتحب بنتي يبقى مترضاش ليها انها تبقى متهانة ومکسورةالراجل الصوح هو اللي يخلي كرمته وكرامة مرته فوق...ولو عايز ده يحصل يبقى تجيب حاجاتك وتيجي لحد باب بيتي..البيت اللي هنت ناسه هتعيش فيه وسطيهم..

بالمشفى.. 
حاول أكثر من مرة أن يرتدي الذراع الأخر من القميص ولكنه لم يستطيع فضغط بأسنانه على شفتيه ليكبت تلك الشهقة التي يصاحبها ألما حاد وتطلع تجاهها فوجدها تجمع ملابسه ومتعلقاته الخاصة بالحقيبة الصغيرة التي تحملها لاح على وجهه ابتسامة خبيثة فخلع ذراعه الاخر من القميص ثم ردد بتعب مصطنع 
_تسنيم.. 
رفعت عينيها تجاهها فأشار لها على القميص اقتربت منه على استحياء ثم جذبت القميص الملقي خلفه وعاونته على ارتدائه لتغادر من أمامه سريعا تجاه الحقيبة فرفع حاجبيه بسخط وهو يشير على الأزرر المفتوحة 
_يعني همشي كده ولا أيه! لو معندكيش مشكلة أنا كمان معنديش مانع.. 
منحته نظرة شرسة قبل أن تقترب منه فأغلقت القميص وهي تخبره بضيق 
_وأنت ما بتصدق صراحة.. 
غادرت ابتسامته عنه فجأة فأمسك بيدها التي تغلق أخر زر من القميص ثم تعمد وضعها على جرحه القريب من قلبه فقشعر جسدها وهي تتخيل آلامه في لحظة لمس يدها لجرحه فرفعت عينيها تجاه وهي تهمس پخوف 
_آسر.. 
ابتسم كالمغيب بعينيها ليخبرها 
_عنيا مش بتشوف غيرك وكأن مفيش على وجه الأرض ست جميلة غيرك.. 
ثم رفع يدها إليه ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ومشاعره تهمس على لسانه الناطق 
_وحشتيني.. 
أغلقت عينيه بقوة تحتمل تأثير قربه وكلماته الساحرة فجذبها لتجلس على قدميه ثم احتضنها عله يمنحها آمان قربه منها فمسد بحنان على ظهرها وهو يقول
_البعد ده معتش هيطول وهترجعي نامي في حضڼي زي زمان.. 
رفعت وجهها تجاهه ثم قالت بدمعة حزينة 
_البيت من غيرك ممل حتى الجناح مبقتش بقعد فيه.. حساه زي القپر من غيرك.. 
طبع قبلة على جبينها ثم قال ببسمة ماكرة 
_هنحيه من تاني مع بعض.. 
وأبعدها عنه ثم حاول التمسك بحافة الفراش لينهض على قدميه فتشبثت بيديه لتعاونه على المضي قدما حتى خرج من الغرفة فأسرع تجاهه بدر وأحمد ليعاونوه فرفض آسر أن يستند عليهما فود أن يتغلب على ضعفه ذلك بعدما اختار الوقوف على قدميه لذا خرج وهو ينتصب بمشيته حتى وإن كان بداخله يئن هبط للأسفل حتى صعد لسيارتهم وجلست هي من جواره فتحركت السيارة للسرايا.. 

خرج آيان للشرفة يتأمل السرايا والحدائق بنظرة إعجاب فاهتدت نظراته على فهد الذي يجلس على الأريكة الموضوعة بمنتصف الحديقة ولجواره كان يجلس عمر ويحيى فهبط ليجد اجابة صريحة لما يجوب برأسه فما أن دنا منهما حتى انزعج يحيى منه ومع ذلك لزم الصمت احتراما لقرار عمه فوفف أيان مقابله ثم قال 
_أديني جيت زي ما اتفقنا يا فهد ممكن تفهمني بقى عايزني ليه هنا! 
جذب كوب الشاي الساخن ليرتشفه
 

187  188  189 

انت في الصفحة 188 من 215 صفحات