الدهاشنه كاملة بقلم آية محمد رفعت
آيان يظن أني اللي ورا كل ده ويفارقني اني وبتي خليته يشوف الحقيقة ويعرفها بنفسه من غير ما يجبرني اعترف على اخوي الوحيد.. أبوك فعلا يحقله انه يبقى كبير الدهاشنة والصعيد كلتها..
قال بصوته الرخيم المنبعث من خلف تلك البسمة الصافية
_يمكن ربنا جعلني أنا وآيان سبب عشان نصلح اللي حصل من سنين بين العيلتين وكان ضحاياه ناس كتير بريئة ومتستحقش كل ده..
_آيان كمان كان له دور في انتهاء العداوة دي والحاجة اللي صدمتني وصدمت الكل إنه بقى قريب للكل ومني أنا شخصيا وده كان شبه مستحيل..
لف آيان يديه حول كتفيه ثم قال بضحكة عالية
_الفضل للكبير ولا أيه
ضحك هو الأخر وهو يرد عليه ساخرا
_يعني مبقاش فهد
_كان حاليا الكبير ويستحق يكون كده..
غمز آسر بمشاكسة
_الاحترام ده وراه انحراف أنت بتراضي الكبير عشان تكسب بنته من تاني ولا أيه!
تطلع للخلف ليراقب انشغال خالته بابنتها ثم عاد ليقف باستقامة مقابله
_ما تكسب أنت الثواب وتلين دماغ أختك عليا لحسن الوضع اللي أنا فيه ده خطړ على الصحة لا مني عازب ولا متجوز والباقي أنت فاهمه بقى.
_طب يلا نرجع ونبقى نشوف موضوع صحتك ده بعدين..
لحق به الاخير ببسمة خبيثة من قرب تحقق هدفه بالحصول عليها كزوجة خاصة به...
.
بالمندارة..
وبالأخص بالطابق الثاني حيث تقطن ماسة بعد عودتها من المشفى كانت تستلقى على فراشها بانهاك شديد تشعر وكأن أحداهما ېمزق أحشائها فيزيد من الضغط على جرحها الغائر فكانت بعزلة عن فرحة الجميع بأول حفيد ينير عائلة فهد الدهشان باتت الغرفة خالية بها بعد عودتها فانشغلت الفتيات باعداد الطعام للعمال ووالدتها بتجهيز طعام خاص بها وبرضيعها الصغير أغلقت عينيها مجددا پألم يهاجم رأسها بعد أن ضربه صداع عاصف غير محتمل فذاك من البوادر المطروحة بعد الجراحة القيصرية فتطلعت للكومود المجاور لها ثم حاولت جذب المسكن الذي أحضره يحيى منذ قليل فعبثت بمحتويات الكيس الصغير وهي تحاول إيجاده فوجدته مرفوع تجاهها فتطلعت لمن يحمله وهي تردد ببسمة يحفها التعب
أسندها إليه ثم جذب كوب المياه ليضع أحد الحبوب على لسانها ثم عاونها على إرتشاف بعض قطرات المياه وعاد ليضع الوسادة خلفها جيدا ليسألها بحب
_كده أحسن
هزت رأسها ووجهها الشاحب يمنحه ابتسامة تسلب ما تبقى بداخله من ثبات وخاصة حينما همست له
_والأحسن هو وجودك جنبي.
_وأنا أمته اتخليت عنك
واستكمل بنظرات عاشقة لأدق تفاصيلها
_حتى لو سبق وعملتها مرة فقلبي كان معاك برضه ومتخلاش للحظة عنك..
رفعت أصابعها الناعمةلتحتضن يديه وتقربها منهاوهي تردد بدمعة سعادة تلمع بحدقتيها
_بأحبك..
انحنى بوجهه ليتأمل الطرقة المتصلة بباب الغرفة وحينما وجد الطريق آمن طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بصوته الرخيم
ضحكت بصوت مسموع فأنتباها ۏجعا شديد ففزع الأخير وهو يحاول استنتاج ما يحدث لها وخاصة حينما لکمته بصدره وهي تصرخ به پغضب
_آآه بطني.... متضحكنيش خاااالص الچرح بيشد مع الضحك.
رفع أحد حاجبيه بسخط
_وبيرخي مع العياط ولا نظامه أيه
بغتاته بضړبة قوية على صدره اسټنزفت قواها هي فصړخت مجددا تعالت ضحكات يحيى فأشار لها ساخرا
_أنا بقول إنك تعتكفي أنتي وايدك لحد ما چرحك يلم.
ثم انحنى تجاهها وهمس بشغف احتل كيانه
_بس متطوليش لإني في الاعتكاف ده من قبل الولادة..
ابتسمت خجلا ثم قالت كمحاولة منها للتهرب من حديثه المشاكس
_هو فين تيم من ساعة ما رجعنا وأنا ما شوفتوش!
ضيق عينيه بضيق مصطنع
_هنبتديها من دلوقتي ولا أيه ده رابع مرة تسأليني على البيه يا هانم!
واسترسل بمرح
_هتلاقيه صايع هنا ولا هنا ما أنتي عارفة ابنك مش راكز كده..
ضحكت بصوت اصطحبه تأوهات مؤلمة ومن ثم لحق به صړاخها الغاضب
_أطلع بره يا يحيى.
رفع يديه باستسلام
_خلاص خلاص طالع.
وتركها وغادر على الفور حتى يتفادى ڠضبها الصريح..
وصل آسر وآيان لسرايا فهد الدهشان فأتجه كلا منهما للبناء ليجدوا العمل يقام على قدم وساق حتى أن سليم وعمر كانوا يشرفون على العمال بأنفسهم مما زاد من دهشة آسر الذي تساءل باستغراب
_أمال فين بدر والشباب
أجابه آيان بحيرة
_يمكن بيشتروا حاجة وراجعين..
وضع آسر الكرتون الصغير الممتلأ بالعصائر الطازجة أرضا وأشار له بغموض
_أنا عارف هما فين تعالى ورايا..
لحق به آيان للداخل فوجده يدلف لأحد غرف المندارة فتفاجئ بالشباب بأكملهم يلتفون حول مولود صغير وعلى ما بدى له بأنه ابن يحيى انطلق صوت آسر كالشرار الذي مزق بقاع سعادة كلا منهم
_ما شاء الله على رجالة العيلة سايبن العمال بيشتغلوا بره وقاعدين بالبيبي جوه!
انتصبوا بوقفتهم حتى بدر نهض حاملا الصغير بين يديه فقال بتوتر
_أحنا بس بنعرفه علينا مش كده ولا أيه يا عبد الرحمن..
بتلعثم قال
_آآه.. يعني ميصحش الواد يبقى عنده أربع أعمام وميعرفش عنهم حاجة..
أضاف أحمد پخوف من نظرات آسر الحادة
_يعني نسيب يحيى في يوم مهم زي ده يصح يعني
أتاه ردا ساخرا ممن يدنو ليصبح قريبا منه
_لا صاحب واجب طول عمرك..
منحه أحمد نظرة متعصبة ثم جذب الصغير من يد بدر ليضعه بين يديه قائلا
_طب خد ابنك مش عايزين منك حاجة.
حمل يحيى منه الصغير ثم قال بشراسة
_أنت بتحدف كيس جوافه ما براحة يا عم أنت.
صاح آيان بملل
_يا شباب الناس محتاجنا بره هنسيب الشغل ونقف نتخانق على عم تيم القمور ده..
استدار آسر برأسه للخلف ليقذفه بنظرة غاضبة فردد بصوت منخفض
_ما أنا ھموت وأشيله أنا كمان والله.. رفع آسر صوته بصرامة مخيفة
_كل واحد يروح يكمل اللي بيعمله وبطلوا شغل العيال ده.
هبط عبد الرحمن أولا ثم لحقه بدر واتبعه أحمد فحمل يحيى الصغير ثم كاد بالخروج من الغرفة ليصعد به للاعلى فاوقفه آسر حينما تنحنح وهو يتصنع الجدية
_سيب الواد ده هنا وروح أنت معاهم..
كبت ضحكاته بصعوبة ثم وضعه بين يديه
_لا خد راحتك يا كبير..
وتركه يحيى وهبط للأسفل فحمله آسر ثم جلس على الأريكة القريبة منه يتطلع له باهتمام فأمسك بيديه التي بدت صغيرة للغاية مقارنة بيديه تابعه آيان ببسمة صغيرة ثم قال بمشاكسة
_اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية وأنت هايج في الشباب.
أجابه وعينيه متعلقة بالصغير
_تعالى شوف الجمال ده.. عايزين نجبله بنتين ونسيبه يختار براحته.
راقب آيان الطريق بالخارج قبل أن يسرع بالجلوس لجواره فحمل عنه الصغير وطبع قبلة على جبينه ثم قال بخبث
_فكك من حوار البنتين دول المفروض بعد اللي حصلك وحصلي نتعلم أن مستحيل تختار لابنك او لبنتك عريس على مزاجك هما اللي بيختاروا ولا أيه..
ضحك بصوته الرجولي الجذاب ثم قال بمزح
_خلاص ننقيله عروستين احتياطي.
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى قاطعهما صوت صارم أتى ليعيد ما حدث بالغرفة منذ قليل
_صحيح اللي سمعته ده يا آسر.
استقام بوقفته ثم أعطى الصغير لآيان الذي حمله عنه وهو يجيب من يقف أمامه باحترام
_الموضوع بسيط يا بابا.. وخلاص اتحل.
تلألأ الشړ بعينيه فانقبضت عاصفة هائجة تتبعت لتلاحق نبرته المتعصبة
_بسيط كيف! اللي عمل اكده كان قاصد يتخلص منك أنت وآيان وأكيد أنت عارفه زين بس ورحمة