كان يا مكان في سالف
ثم ذهب في الطريق الذي أخبرته عنه و بدأ يفكر فيما حصل له وتساءل إن لم تكن العجوز ستقوده إلى حتفه ثم مشى ثلاثة أيام حتى تعب واشتد به العطش ولام نفسه على عدم أخذ صرة الدنانير والرجوع إلى بيته فبفضل ذلك المال سيكبر قطيعه وتتحسن حاله .
بينما هو سارح في أفكاره سمع صوت شيئ يتكسر تحت قدمية فلما أحنى رأسه قفز مذعورا فلقد كانت جمجمة نخرة وهناك كثير من العظام ملقاة حوله فابتلع ريقه وفجأة لمح أشباحا تتحرك وبعضها دون رأس أو ذراع فخاف وهم بالهرب لكنه تذكر وصية العجوز وواصل طريقه ثم شاهد أمه تناديه و تمد له ذراعيها فأغمض عينيه وبدأت الديدان والعناكب تزحف على ساقيه وهو يحس بدبيبها على لحمه فجرى حتى بانت له السنديانة من بعيد وكان إلى جانبها صخرة وبمجرد أن وصل إليها إرتمى على الأرض من شدة التعب وأحس بالراحة فلقد كان الخۏف الذي أصابه فضيعا ثم أخرج قربة الماء وبلل شفتيه اللتان يبستا وبعد قليل سمع صوت أقدام ثقيلة تقترب ولما أطل رأى ثلاثة رجال خضر العينينلهم جسم إنسان وحوافر ماعز يجلسون تحت السنديانة ثم أخرج القوم شرابا وطعاما وشرعوا في الأكل والشرب حتى إمتلأت بطونهم وثملت رؤوسهم .
رأى حصانا يرعى فتساءل ماذا يفعل هذا الحيوان بمفرده ونظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا فقال سأستعيره ومقابل ذلك سأترك جراب الطعام والماء فإن كان له صاحب سيعلم أني أرده إليه .
عندما هم بركوبه قال الحصان لقد نجحت في الاختبار ورضيت أن تترك زادك لكي لا يظن بك الناس سوءا والآن خذ جرابك فالرحلة طويلة !!! قال محمود في نفسه هذا عجيب فمنذ متى تتكلم الدواب ولماذا لم تخبرني العجوز عنه سار الحصان بسرعة وبعد سبعة أيام بلغ جبلا تناطح قمته السحاب فصعد الحصان في الدروب الضيقة حتى وصل إلى شجرة عالية فيها عش عظيم فتسلقها محمود بخفة ثم أطل داخل العش ورأى جوهرة حمراء مع