رواية حي المغربلين شيماء سعيد
خدمة بسيطة رأيك إيه يا شوكولاتة!
لحظة و الثانية و هي تحدق به بعين متسعة هذا المبلغ لم تسمع عنه بحياتها أهذا الرجل عاقل أم فاقد الأهلية حاول الثبات بقدر المستطاع أمام مظهرها المغري..
عيون سوداء متسعة و شفتين بقمة اللذة تكاد تصل للأرض يبدو عليها عدم الفهم و هذا ما يميز الشوكولاته طعم لذيذ بلا عقل ابتلعت لعابها مردفة بصوت متحشرج
جذبها لتبقى على مقربة منه يأخذ أكبر كم من رائحة الشوكولاته اللذيذة تفوح منها هامسا بصوت أجش
_ عشرين مليون جنيه و الخدمة بسيطة جدا جدا جدا يا شوكولاته...
هذه الفتاة مزيج بين الأنوثة المغلفة بالجمال الشرقي مع المزيد و المزيد لسان غريب عجيب تفاجأ من بعدها عنه بقوة و تلك الشرارات المنطلقة من عينيها
أشار لها بالصمت بدأ يفقد السيطرة على أعصابه خصوصا مع حديثها المستفز عن حياته الشخصية ثم أردف بصرامة
_ حطي لسانك في بوقك و اكتمي أنا صحيح بحب الشوكولاتة لكن الموضوع بدأ يدخل في المش عقلك راح بيكي لفين أنا مش عايز منك قلة أدب دلوقتي و على الأقل دلوقتي أنا عايز مصلحة تانية.
_ آمال واحد شمال زيك هيعوز مني ايه!
أجابها بسخرية
_ شمال!!! خدي بالك البدلة دي جزء من شخصيتي.. الجزء التاني عشوائي..احترمي نفسك و ركزي معايا.
شعرت بالضيق من وجودها معه لتردف
_ اخلص بقى يا جدع أنت عاوز مني ايه!
_ تعرفي تشتغلي خدامة!
اسودت عينيها ثم وضعت يديها على خصرها مردفة بالمعنى الحقيقي للردح
أليس هنا و انتهى به الأمر جذبها من جديد واضعا يده يمنعها من قول حرف آخر قائلا
_ رجل أعمال بيشتغل في الممنوع هتعملي عمل وطني لما تدخلي بيته كخدامة كام يوم و بعدين هيكون عندك عشرين مليون جنيه.. رأيك إيه ما تردي..
أشارت إلى كفه المقيد لها ليبعده عن فمها بالتدريج ببطء شديد و عينيه تحدق لتقول هي بذهول
_ بقولك ايه أنا كمان بصراحة في حلم ناوي أحققه دلوقتي بس مستحيل أحط عليكي المكسرات إلا لما تكوني راضية يا شوكولاته أما موضوع رجل الأعمال فهو معروف اكتبي فوزي الخولى على جوجل و تعالي عشان نتفق.
صوت الزغاريد جعلها تعود إلى أرض الواقع من جديد مع دخول العريس و عائلته لمنزل جليلة..
بغرفة الفتيات...
_ أنتي بتقولي إيه يا فريدة مش فاهمة!.
مذهولة هي بالفعل غير مصدقة لما تقوله شقيقتها أبدا ابتلعت لعابها بتوتر و حزن لتقول فريدة بهدوء
_ ايه الصعب في كلامي يا فتون بقولك البسي عروسة و أخرجي بدل مني محدش هياخد باله من حاجة و بكده هيكون حبيبك معاكي زي ما الحكاية بدأت بكذب لازم تنتهي بنفس الطريقة أنتي دلوقتي قصاد الكل فريدة و الفرق مستحيل حد ياخد باله منه....
_____شيماء سعيد_______
استغفرالله لعلها ساعة استجابة
الفصل السادس.
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
جاء عابد مع عائلته الكريمة لتزيد حلاوة الأجواء جلس على مقعد بالصالون و عينيه على باب غرفة مغلقة قلبه على يقين أنها بداخل تلك الغرفة..
متشوق و مشتاق لرؤيتها ليريح قلبه و يطمئن عقله بوجودها بجواره على الجانب الآخر فتحت باب الغرفة بكف يد مرتجف لتظهر رويدا رويدا.
يا الله على لذة اللحظة و دقات القلب التي تقرع مثل الطبول جميلة لا بل هي بالحقيقة أكثر من فاتنة تقوده للهفة الغرام أشارت إليها جليلة بالاقتراب و الجلوس بالمقعد المجاور له..
بتوتر و خجل رفعت طرف عينها لتتأمل طلته بتلك البذلة مع رفرفة رائحة عطره المميزة تدغدغ مشاعرها.
أخفضت عينيها سريعا مع تدقيقه بأدق تفصيلة صغيرة بها اليوم يوم عمره أخذ خاتم الخطوبة من جليلة و مد لها يده ليظهر كفها