روايه جديده ل سوليا نصار
يا دكتور متقولش كده ...اتصرف وصحيها و....
وضع الطبيب كفه على كتفه بمواساه وقال
الامر بإيد ربنا يا بني ادعيلها كتير ...وهي دلوقتي هيتم نقلها للعناية المركزة وندعي أنها تفوق قريب .....فيه حاجة تانية الشرطة هتيجي تستجوب حضرتك عشان تعرف مين اللي عمل كده ...دقايق وهيجي شرطي وحضرتك تقوله اللي حصل بالضبط ...
سار كالمچنون خارج المشفى
في منزل عائلة المنصوري ...
هنعمل ايه يا وائل !
قالتها صابرين پخوف وهي تنظر إلى هنا التي تمسك طفلها وتجلس على الأريكة ...
قالها وائل بهمس ثم أكمل
وأنت خليها هنا اوعى تهرب منك ماشي ...
هزت صابرين رأسها بينما يغادر وائل ...
اتجهت صابرين إلى هنا وقالت بتوتر
الواد نام هاتيه انومه عندي ...
لا لا خليه شوية ...
يا بنتي هاتيه بس انومه ..
هزت هنا رأسها واعطتها الطفل ...
....
بعد دقائق معدودة اتى مراد وامارات الشړ على وجهه .....
قالتها صابرين ببهوت بينما نهضت هنا پخوف ...
ولج مراد للمطبخ ثم خرج وهو.
مراد !!!
قالتها صابرين بړعب ...ليندفع مراد نحو هنا ولكن والدته وقفت بوجهه
يا بني مضيعش نفسك أنا هسلمها بنفسي للبوليس ...
قالتها والدته بړعب وهي تراه يحمل ...ولكن النيران كانت تندلع بعينيه ..هو لا ينظر الا لها ...هي تلك التي ډمرت حياته ...تلك التي سلبت سعادته ...
ابعدي يا أمي ابعدي !!!
ثم ازاح والدته متجها نحوها ينوي الشړ
اطلعي يا هنا فوق بسرعة واقفلي باب شقتك....
سيبني يا بابا ...سيبني ...
صړخ مراد بإهتياج ودموعه تتساقط ...
انت مچنون عايز تضيع نفسك ...فكر في بناتك ...فكر في مراتك ...
منار بين الحيا والمۏت ...منار بتضيع مني ..
قالها مراد وهو يبكي بطريقة جعلت وائل يتألم عليه للمرة الأولى فقال
...
وبالفعل بعد نصف ساعة كانت قد أتت الشرطة وجرت هنا للسجن !
... ...........
بعد ثلاث ايام ..
قضتها منار بالعناية الفائقة كان مراد لا يغادر المشفى ولو حتى لدقيقة ....على الرغم أنه كان يراها بشق الأنفس الا أنه فضل ان يمكث بالمشفى على المقعد البارد ينتظر أن تفيق ....
....
يا بني مينفعش كده تعالى روح البيت ونام النهاردة وارتاح على الأقل تطمن بناتك الخايفين دوول ...
قالتها صابرين بعد أن مر أسبوع على مكوث مراد بالمشفى بجوار زوجته لا يتركها لحظة الا عندما يذهب للمنزل لكي يستحم ويبدل ثيابه وللصلاة....حالته تدهورت بشكل يوجع القلب ..لم يعد يأكل جيدا. ...ولا حتى ينام ..حتى فقد بعض الوزن وأصبحت تحت عينيه هالات سوداء ....وجهه فقد نضارته ...كان قلب صابرين يعتصر بسبب معاناة ابنها ...
أمي أنت خليكي مع البنات وانا هبقى هنا. ..أنا مش هتحرك من جمب منار لحد ما تصحى ..لحد ما تصحى ..هي هتصحى اكيد ...
يا ابني اسمع كلامي بس متتعبش قلبي ...
نظر مراد الى والدته بجمود وقال
روحي أنت يا ماما أنا مش هتحرك من جمب مراتي ريحي نفسك ...
والدتك عندها حق يا مراد روح انت وانا موجود وابقى نبدل سوا ...
قالها سالم والذي كان متواجدا مع مراد منذ أول يوم أصيبت فيه منار ويذهب فقط للمنزل الصغير الذي استأجره فقط لكي ينام .....
رد مراد بنفس الجمود وقال
قولت مش هتحرك من جمب مراتي ...ريحوا نفسكم!!
.........
في غرفة العناية الفائقة ....
كان يجلس مراد والدموع تنساب من عينيه ...كان يتألم وهو يراها نائمة كالأموات على الفراش الشاحب كشحوبها ...
انا السبب ...ياريتني كنت بدالك يا عمري ...
غصت نبرته بالبكاء وأكمل
مش ناوية تفوقي بقا يا منار ...عشان عيالك ...ملك وماسة ..دايما بيسألوا عليكي ...فوقي يا منار احنا ملناش غيرك ...احنا ضايعين من غيرك ...ازاي هتسيبينا كده ...
مسح دموعه وضحك بحزن قائلا
تعرفي أنا اكتشفت اني بحبك اووي يا منار ...صحيح أنا كنت عارف كده قبل ما يحصل اللي حصل بس دلوقتي أنا اكتشفت اني بحبك بطريقة متوقعتش اني احب بيها ...حاسس انك بقيتي جزء من روحي مش قادر اتخيل انك تروحي مني ...احيانا بفتكر ايه اللي هيحصلي من غيرك ...مبفكرش غير اني هضيع لو أنت روحتي مني...مش هقدر اعيش لو انت روحتي مني يا منار فعشان خاطري...عشان خاطر بناتنا قومي يا منار ...حاربي وارجعي ووقتها عاقبيني بالطريقة اللي أنت عايزاها. ..أنا راضي ...والله راضي ...
آذان الفجر قطع كلماته ليمسح دموعه مجددا ويقول
رايح اصلي يا حبيبتي وهدعيلك ...
.......
في مسجد المشفى
بعد أن أنهى صلاة الفجر. ...
جلس على سجادة الصلاة وهو يبكي ويدعو
يارب اشفيها