روايه رائعه بقلم داليا الكومي
الاستفهام
لابد وان تفهم والا سوف تجن...
ادهم سوف يقضى ليلته في الفندق كالمعتاد ...هبه قررت ان تدخل غرفته تشاهدها ولو لمرة واحدة ...امنيتها ان تري فراشه....فهذه اخر ليلة لهم هنا وغدا سوف يفترقون...تسلحت بالجراءة ودخلت....رائحته تعبق الجو...امسكت عطره واغمضت عينيها تمليء عقلها من رائحته علها تحملها فيه للابد....تجولت وتجولت حتى ارهقت... فراشة المرتب بعناية كان يحمل رائحته...دفنت رأسها في المخدة وبدأت البكاء....بكت حتى ارتاحت....بكت حتى نامت...
ادهم نام فورا واصبح نومه عميق وكأنه لم ينم منذ ايام لكن هبه قررت ان تستيقظ حتى الصباح كى تستمتع باخر لحظاتها بقربه ...فلربما تكون تلك اللحظات هى اخر زكرياتها معه....وعندما استيقظ مجددا بعد فتره نظر اليها برغبة شديده ثم غابا في عالمهم الخاص....
ساعات وكانت في قصره في القاهرة ...بعد ليلتهم الاخيره هبه فضلت تجنبه خلال رحلة العودة ...بعد ان اكتشفها في غرفته خاڤت من مواجهته دهشت بشده عندما وصلوا القصر فهى كانت متوقعه منه ان يوصلها لشقتها كما هى طلبت منه...لكن اخر شيء تستطيع فعله الان هو ان تسأله او تفتح معه موضوع انتقالها مجددا بعد انفجاره الغاضب
حالتها النفسية وصلت للحضيض فادهم تجنبها بطريقة مقيته هو ايضا منذ استيقاظها في حضنه هذا الصباح .... استيقظت علي صوت عبير يطلب منها النهوض ... كان لا يوجد لديها أي مزاج لتغيير ملابسها او لرؤية أي احد ... لكن تحت الحاح عبير هبه نهضت اخذت حمام سريع وارتدت فستان شيفون اخضر بلون عيناها معه طرحة منقوشة ....عبير جهزتها وببراعة حاولت ان تداري عيونها الحمراء المنتفخة... هبه اجبرت نفسها بالقوة حتى تستطيع تلبية طلب ادهم والنزول للعشاء مع ضيوفه كما ابلغتها عبيرعن رغبته..
الضيفة كانت فريدة ...بالمظهر الذي ظهرت به فريدة اقل وقت توقعته هبه انها قضت علي الاقل ست ساعات كاملة في الاستعداد لعمل شعرها ومكياجها حتى تظهر بمثل هذا التألق ...فريدة كأنها خرجت للتو من كاتالوج للموضه ...كل شىء فيها صائب...
تزكرت يداه اللتان احاطتها بحنان في حضنه طوال الليل لكن حاليا
ادهم يريها مكانتها الحقيقية ..تقلبه يخيفها فهو قادرعلي الهبوط بها لاسفل ارض بعدما يكون قد رفعها حتى عنان السماء...هو الان يريها وضعها الحقيقى في حياته ....زوجة مجبرعليها بسبب وعد قطعة لرجل مېت.....
كرامتها الجريحة اعطتها القوة للتحمل...اعطتها القوة لتدخل الي الصالون متجاهله المشهد القاټل امامها...بكل كبرياء دخلت حيت فريدة وتجاهلت ادهم تماما ...من داخلها تتمزق وروحها ټموت ببطء وظاهريا هى مثل جبل الثلج...اصبحت مثل التمثال الخالي من الروح والمشاعر
زيادة في اذلالهاعند تقديم العشاء ادهم اخذ فريدة الي غرفة الطعام الفخمة وترك هبه لتلحقهم بمفردها ....اه لو كان لديها امل حتى لو ضئيل لكانت حاربت...لكانت قطعت
وجهها باظافرها وجذبتها من شعرها المصفف بعنايه لكنها للاسف علمت جيدا من داخلها أي جانب ادهم سوف ياخذ اذا ما تجرأت علي اهانة فريدة ...
اصبحت بين نارين ....ڼار انها تثور وتشتمها وتطردها خارجا وڼار اخري تحثها علي المحافظة علي كرامتها وتقبل وضعها...
العشاء كان كابوس بكل ما للكلمة من معنى مع ان فرحه الطباخة ابدعت في الوجبة كعادتها الا ان طعمها بالنسبة لهبه كان طعم الجير...
اخيرا العشاء انتهى وهبه تستطيع الانسحاب الان وتركهم بمفردهم
بعد تقديم الحلويات هبه تحججت بالصداع والارهاق من السفر
ادهم رحب تماما بإنسحابها ...اثناء خروجها من الصالون سمعت ادهم يخبر فريدة انهم سوف يكملون السهرة في الخارج
خنجر غرز في قلبها بدون أي رحمة ....قوة غريبة مكنتها من الصمود حتى النهاية وانسحبت بكرامتها ...فازت في معركة الكرامه وخسړت في معركة الحب
كلمة النهايه كتبت اخيرا ..لابد ان تترك القصر فورا...ادب ادهم يمنعه من طردها لشقتها..لكنه بالتاكيد يتمنى ان تاخذ هى تلك الخطوة المحرجه من نفسها...
فور صعودها لغرفتها ..هبه طلبت من عبير الاستعداد لترك القصر في الحال
عبير ابلغت ادهم بقرارها بالرحيل في الحال ....وعندما سألتها هبه عن ردة فعله اجابتها عبير .. وافق فورا...وخرج مع فريدة
موافقة ادهم الفوريه كانت كتابة كلمة النهاية ليس فقط لاقامتها في القصر لكن لزواجهم ايضا
هبه قررت الرحيل قبل عودته... الوداع يصعب عليها الامر ...خاڤت من اڼهيارها التام امامه...الالم يصبح غير محتمل...
شعرت انها مخنوقه فقررت التجول في الحديقة حتى تنتهى عبير من حزم اغراضهم....بعد حوالي ساعه عبير ابلغتها انهم مستعدون الان للرحيل...
هبه اخذت