ليلي
ذاك الاتفاق اللعېن الذي حدث بينهما
منذ يومين
كانت جالسة أمامه في ذلك المطعم الذي طلب مقابلتها فيه مندهشة من ذلك التحول الذي صار له..
أصبح يعاملها بقسۏة و
شدة لم تعدها منه يوما..
بصي يا فاطمة انا عارف انك محبتنيش و...
قاطعته محاولة الدفاع عن حالها قائلة
أحمد لو سمحت اديني فرصة ادافع عن نفسي..
لو سمحتي انت سيبيني أكمل كلامي!!
احنا مش هنتجوز يا فاطمة...
لم تتعجب كثيرا فهي توقعت هذا الأمر من قبل و لكنه صدمها حقا حينما قال
احنا هنعمل فرح و كتب كتاب بس هيبقي وهمي يعني اللي هيكتب الكتاب مش هيبقي مأذون و بالتالي هيبقي عقد باطل.. كل الكلام دة لفترة مؤقتة عشان والدتك مش أكتر و عشان انتي كمان متبقيش مجبرة علي حاجة!!
ابتسم و هو يشعل سيكارته و ينفث دخانها قائلا
أمم.. خلاص يبقي نكتب الكتاب و نحوله جواز حقيقي فعلا بس ساعتها بقي يا حبيبتي انا مش هطلق!!
ابتلعت ريقها و هي تنظر له و بين لحظة و الأخري تحولت نظراتها من الصدمة إلي الجمود و قالت
انا موافقة بس يا ريت الموضوع يخلص في أسرع وقت!!
عودة إلي الواقع
نهضت من محلها و هي تنتزع قناع الضعف الذي لا يليق بها أبدا!!!
اتجهت نحو المكان الذي كانوا يجلسون به لتجد ليلي قد خرجت لتوها من غرفة العمليات..
اسرعوا نحوها جميعهم بقلق و خوف و مشاعر مختلطة تخبئ العديد من التساؤلات
قالتها مرفت و هي تنظر بقلق في عينا ليلي الذابلتين من البكاء
تنهدت ليلي و هي لا تعلم بم تخبر والدتها أن مستقبل نجلتها انتهي علي يد شخص مريض!!
الحمد لله يا ماما هي كويسة كان عندها بس هبوط في الدورة الدموية و لحقناها..
زفرت مرفت بارتياح و هي تجلس قائلة
الحمد لله مين اللي خطڤها و كان عايز منها إيه!
سارت ليلي مبتعدة عنهم جميعا حتي أصبحت في ردهة فارغة رأت فهد أمامها قادما بابتسامته المعهودة و التي سرعان ما تلاشت حينما رآها في هذه الحالة التي يرثي لها
أقترب منها بقلق قائلة
انتي كويسة يا دكتور ليلي..
حيث وقعت مغشي عليها ليلتقطها هو بين ذراعيه بلهفة و يحملها قائلا
ليلي.. ليلي فوقي
________________________________
فتحت باب القصر القاطنة به و هي تري والدتها أمامها اتسعت ابتسامتها و هي ترتمي بأحضانها....
دلفا للداخل و جلسا لتقول سما بسعادة
نورتي البيت يا ماما...
منور بصاحبته يا حبيبتي هو مفيش حد غيرك هنا و لا إية!
اه.. عمو محسن سافر امبارح قال عنده مؤتمر في فرنسا و حسام مع الهانم عشان اختها مرجعتش البيت من امبارح!
شهقت والدتها و هي ټضرب صدرها بيدها قائلة
يا نهار اسود... ازاي يعني!
زي ما بقولك كدة عيلة عيارها فالت بعيد عنك.. المهم تعالي بقا نشرب حاجة كدة علي الغدا ما يجهز..
يلا يا حبيبتي!!
نهضا معا متجهتان للداخل و لكن استوقفهما صوت الباب و هو يفتح الټفت ليجدا محسن قد جاء لتوه..
ابتسم و هو يدلف قائلا لوالدة سما
اهلا اهلا يا عصمت نورتينا..
بنورك يا محسن عامل اية!
الحمد لله في أحسن حال خصوصا بعد ما عرفت اني هبقي جد قريب!
قالها محسن بمكر فابتسمت سما بتلعثم و هي تقول
اتفضل يا عمي.. حضرتك لسة جاي من السفر و شكلك تعبان!!
هز رأسه بالموافقة و قال
بس معايا ضيف لازم يدخل..
ابتسمت سما و هي تقول بترحيب
اه طبعا خليه يتفضل يا عمو..
اتفضل يا دكتور سامي!!
دلف رجل في عامه الخمسون ممتلئ الجسد قصير القامة...
دة دكتور سامي صديقي كنت عازمة علي الغدا النهاردة.. و هو دكتور نسا و توليد اول لما عرف ان انتي حامل يا سما صمم يجي يكشف عليكي بنفسه اتفضل يا سامي!!
شحب وجه سما و هي تنظر لوالدتها پخوف
فقالت عصمت محاولة إنقاذ الموقف
ما هو انا جاية النهاردة يا محسن عشان اوديها للدكتور... ملهوش لزوم نتعب الدكتور معانا دة ضيف يعني!!
لا مفيش تعب يا هانم و لا حاجة حسام دة زي ابني و انا يسعدني اني اتابع حمل مراته..
قالها سامي ليتشنج جسد سما و تبدأ ضربات قلبها تزداد معلنة اللعڼة علي كذبتها التي لن تدوم و سينقلب الأمر عليها
طيب يا سما خلي سامي يكشف عليكي لحد ما الغدا يجهز
لم تستطع الاعتراض و سارت مجبرة و هي تحاول التفكير في مخرج من هذا المأزق
و بعد مرور ما يقارب عشر دقائق كانت سما تنعي فيها حالها استعدادا لفراقها هي و حسام
ابتسم سامي بسرور قائلا
مبروك يا مدام سما..