الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 83 من 98 صفحات

موقع أيام نيوز


استعجال خدي الامور ببساطه...هتمشي
بس بعد ماخد الامانه اللي تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم فنظرت هي
لرحيله بحزن......
لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه وفراقه للأبد....
أولها ظهره وبين يده الصغيرة وهتف بنبرة ذات معنى..
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير 
ابتعد عنها خارج المحطة.....اغمضت عينيها

وهي تجلس على اقرب مقعد أمامها اسلبت عينيها
ونزلت دموعها بدون توقف ناظره الى مسار حياتها
و مصيرها معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك قيمة الحب !... 
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في ان يرى حقيقة مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت... 
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقت وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل...... 
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
عيناها من الدموع...... القى عليها سالم نظره خاطفه عبر المرآة الصغيرة أمامه ليشعل مقود السيارة سريعا وهو يقول بصوت هادئ لا يخلو من التوعد
في كلام كتير مبينا لسه هيبدأ..... 
اشاحت عينيها عنه بإرتباك و
پخوف من القادم..... لن يتساهل سالم معها بعد
الآن ولسوء الحظ انها تعلم ذلك جيدا !....
كفايه عياط ياريم كفايه ياحبيبتي
ادعيله برحمة يابنتي....... 
نزلت دموع ريم وهي تعانق جدتها وتهتف پألم
وحرمان......
بابا ماټ من قبل ماعرف طعم ياحنيي ماټ
من قبل ماحس أنه موجود معايا..... 
نزلت دموع راضية بشفقة عليها... نعم هي تعلم ان حق ريم المسلوب منها هو .... حنية الأب..... وسند الاب ....نصيحة الاب..... حنان وخوف الأب .... حرمت ريم من كل تلك الأشياء لتصبح بقلبا يتيم مفتقد لرجلا في حياتها رجل يبقى الأمان وسند ويجتاح قلبها بقوة حبه لها ....
ريم تحتاج الى رجل عفوي يسد كل حالة فارغ داخلها جعلتها
تفتقد لرجل حنون في حياتها...
فالاب مفقود منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى
معها جسدا بروح..... ولأن الروح رحلت لي خالقها
ولجسد تحت الرمال ... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له شقيقه تحتاج الى رعايته ولو بكلمة حانية منه قد اختفى هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية مواساتها بعدة كلمات....
كفايه عياط ياريم ربنا يسامحو ويغفرله
كفايه عياط يابنتي العياط مش هيرجع اللي راح...
إبتسمت بسخرية وهي تقول...
مش عارفه أعيط على مين فيهم على اللي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على اختي اللي نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا اعيط على امي وحياتها وكل اللي عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا اعيط على مۏت ابويه نزلت دموعها وهي تكمل بنزق...
ولا اعيط على مۏت ابويه اللي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
دي بس بتنزل پقهر عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني... أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي... 
ق 
الوقفون بجوارهم.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة الزجاج بقوة وهو يثني ذراع كم عبائته البيضاء وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف وترمش بتردد وهي تختلس له النظر
هربتي ليه ..... 
لم ترد عليه وبدأت تنظر الى الأرض بتردد....
صاح بها بإنفعالا....
ارفعي عينك و رد عليه..... هربتي ليه.... 
وانا مش عايزه ارد عليك ....كادت ان تهرب من أمامه...
مسك معصمها بقوة وهو يوقفها أمامه پغضب..
عيب اوي ياهانم لم ابقى بكلمك تمشي وتسبيني
وانا بتكلم.......رد عليه هربت ليه .. كان مصر ان يسمع اجابة عن سؤاله .....
ردت عليه بحنق ...
انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ومعنديش رد لسؤالك...
التوت شفتاه وهو يحدثها ساخرا....
إيه هتهربي من سؤالي زي ماخدتي عيالي
وهربتي ....
هتفت بصياح حاد ...
دول عيالي زي ماهما عيالك بظبط وملكش الحق انك تحرمني منهم.....
نظر لها ببرود قائلا....
لكن ليك انت كل الحق انك تحرميني منهم مش
كده....
اسلبت جفنيها على الأرض بحرج.....
اكمل حديثه بسخرية اكبر....
رد عليه ياهانم اي السبب اللي خلاك تهربي.....
لم ترد عليه وكانه لم يتحدث ....
سالها ببرود

كالوحة الثلج...
هربتي ليه .....
لم تقدر على التمسك اكثر بحبل الثبات
فقد اڼفجر بركان الصبر داخلها .....احتدت ملامحها وهي ترد عليه باڼهيار انثى ډمرت على يد عائلتها الوحيدة.....
عايزه تعرف ان هربت ليه.... هربت عشان انساك
هربت عشان تعبت من قسوتك ونفورك مني هربت
عشان اريحك مني...هربت عشان تعبت من نظرتك
وظلمك ليه....انت اكتر واحد المفروض تكون عارف
اذا كنت كدابه ولا لا....مش بيقوله برضه عليك قاضي نجع العرب...بيقوله انك بتعرف تطلع الكداب من الصادق من نظرة عنيهم...بتاخد حق المظلوم ولو على رقبتك بتحقق العدالة على أرضك....
صړخت پعنف وهي تقول أمام وجهه...
ومش قادر تحقق العدل معايا... عارف اني مظلومه وبتكدب على نفسك عارف ان اللي جوايه ده جه برضايا مش ڠصب عني.... عارف اني بحبك ومش كدابه في اي حاجه حصلت مبينا....
 

82  83  84 

انت في الصفحة 83 من 98 صفحات