روايه براثن اليزيد
لم يجدها بغرفة الصالون ولا حتى بغرفة النوم ربما بالمرحاض ولكن أيضا لم تكن به وقف في منتصف الغرفة واضعا يده خلف رأسه وهو يدور بعينيه في كل إتجاه يفكر أين ذهبت وقد رأها تصعد للأعلى كاد أن يخرج من الغرفة ليبحث عنها ولكن قد استدعى انتباهه صوت شهقات مكتومة وبكاء خاڤت..
وقع قلبه بين قدميه وهي ليست أمامه إذا أين هي توجه خلف الصوت الذي تتبعه ليعلم أين هي متواجدة وقد أخذته قدميه إلى شرفة غرفة نومهم وجدها تجلس خلف باب الشرفة على الأرضية الرخامية تعطي ظهرها إليه منحنية على نفسها في جلستها وهي تضم إلى صدرها صورة والدتها إليها وتبكي بشدة محاولة كتم صوت بكائها بيدها..
ذهب ليقف إلى جوارها ومن ثم جلس على عقبيه لينظر إليها بهدوء وحنان هذه المرة بينما هي رفعت نظرها إليه لترى نظرة داعمة منه رفعت كف يدها لتزيل دموعها ولكنه كان الأسرع ل يمد يده إلى وجهها يزيل دموع عينيها برقة من أعلى وجنييها شددت هي بيدها على الصورة التي بين يديها في محاولة منها لمدارة الرعشة التي اعترتها وقد شعر هو برجفتها ليبتسم بهدوء..
ممكن متعيطيش كده تاني.. مبحبش أشوفك كده
اعترتها الصدمة من حديثه الغير متوقع! هل هذا هو يزيد الراجحي الذي كان يلقي أي حديث حتى وإن لم يكن يعرف معناه مؤكد استمعت إليه خطأ هو ليس بهذه الرقة..
أنا عارف أن أمي ضايقتك أنا آسف بالنيابة عنها.. بس هي ست كبيرة وده طبعها هي كده دايما.. أنا اتكلمت معاها ومش هضايقك تاني
تحدثت هذه المرة ولم تصمت ستتحدث من الآن وصاعدا يكفي ما مر ولم تجني منه شيء غير الحزن والقهر قالت له بصوت ضعيف من كثرة البكاء
نكس رأسه بحزن هو يعلم أن حديثها صحيح والدته تتعمد أن تفعل ما يزعجها رفع وجهه إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها التي تحمل خيوط حمراء مع لونها ثم تحدث بجدية قائلا
نظرت إليه باستغراب شديد لا تعلم ما هذا التحول الذي طرأ عليه دعمها بعينيه لتجيبه بالموافقة وهي تفكر في هذا التغير الشديد الذي ربما يصحبها معه..
__________________
ضعف غريب يعتريه عندما يراها تبكي وكأن صدره ينطبق على قلبه ليسحقه أو كأن خنجر قدر ضربه بالمنتصف لا يعلم ولكن لا يريد رؤيتها هكذا أبدا هو إلى الآن لا يدري كيف ستسير حياته معها لم يضع مخطط إلى الآن كيف ستكون زوجته وبينهم حيلة كيف سيحدث وهو لا ينام بسبب ما يقوله إليه ضميره إنه معذب بسببها بسبب عائلته حتى لا يدري كيفية التفكير بشكل صحيح إنه يأتي من هنا إلى هناك وبدون فائدة ماذا لو كانت الملاك الخاص به وحدة الملاك الذي رآه في وسط الحقول الخضراء ومن ثم تقدم لخطبتها والزواج منها! ألم يكن أسهل من كل ذلك..
يعلم أن زوجته ليس لها يد بكل ما حدث في الماضي أو حتى الحاضر ولكن قد وقع الإختيار عليها لتكن هي الضحېة بينهم قد عزم أمره من البداية على جلب حق الجميع ولو على نهايته ولكن هي! هي تستحوذ على تفكيره ببراءة وطيبة لم يراها قد تستغيذ به في أوقات حاجتها وكأنها تتناسى حديثها معه عن أن حياتها ډمرت بسببه لا يعلم هل هي عفوية للغاية أم مثله تفكر وتفكر وتفكر به كما يفعل..
نظر إلى السماء الذي يحتل مظهرها الغروب وضع يد في جيب بنطاله والأخرى