حماياا
تبصلك نظرة رضا واحدة علشان تترمي تحت رجليها
شعر أن بركان نيرانه مستعرة تنهش به بعد حديثه وزمجر بطريقة تدل على أنه يحاول كظم غيظه حين قال وهو يرفع سبابته أمام وجهه بتحذير
كلمة كمان يا حسن وقسم بالله مهيحصلك طيب
صدر ذلك الصوت المستخف من فم حسنوقال وهو يجذب الأخر من حاشية ملابسه بطريقة مستفزة
متعرفش تعمل حاجة و ده أخرك
لكمة عاتية كانت رد يامن الرادع له بعد حديثه المقيت الذي أصاب صميم كبريائه ببراعة وتلاها صراخه به بنبرة حادة منفعلة للغاية
أنا راجل ڠصب عنك على الأقل انا عمري ما هقبل على نفسي ولا على كرامتي أخد قرش واحد من فلوسها وحقها هرجعه على داير مليم لكن الدور والباقي عليك اللي أخدت فلوسها وروحت اتجوزت عليها بيهم... ولأ كمان مش عاجبك وبتبجح وعمال ټجرح يمين وشمال ومش عامل حساب لأي حاجة...يا جبروتك يا اخي
ليقول بتأهب وهو يدلك فكه ويحركه يمينا ويسارا كي يخفف من وطأة الألم الذي احتله أثر لکمته
هي حصلت تمد ايدك عليا طب واللي خلقك لقطعهالك يا
سبه بلفظ نابي جعل يامن يستشيط ڠضبا ولكن الأخر لم يكتفي بذلك بل اندفع
بينهم
يالهوي ... يالهوي هي حصلت تمدو ايدكم على بعض صلوا على النبي يا ولاد ايه اللي حصل
صاح يامن بحنق وهو يؤشر بيده على الأخر
اسألي الحيوان ده وشوفيه قال ايه
تسألت ثريا بجزع وهي توجه نظراتها ل حسن
تأفف حسن وأخبرها بحدة
ابنك اللي استفزني لما نسى إن أنا اللي ابقالو و واقف في صف الخبيثة مراتي اللي سرقتني
لم تستوعب ثرياماتفوه به وتساءلت من جديد
ازاي يا ابني رهف سرقتك فهمني
لم يمهله يامن الفرصة لكي يوضح لها بل اندفع قائلا
البيه اتجوز عليها وزعلان علشان خدت فلوسها اللي ادتهالو وطالبة الطلاق
تصدق وتؤمن بالله انت مش بني ادم انت انسان براس تور ومراتك خسارة فيك وليها حق تطفش من بجاحتك و وكلامك اللي زي السم
قالها بإنفعال وهو يغادر المنزل بأكمله كي لا تثور ثائرته أكثر...
تارك ثريا تعاتب الأخر الذي كان يقف بعيون تقدح بنيران الڠضب
تأفف هو ساخطا ولوح بيده هادرا بتبجح دون أي لباقة او احترم لتلك السيدة الماثلة أمامه
يووووووه أنتوا فلقتوني ....اه صح ومحدش ليه فيه وانا غلطان اصلا إني جيت البيت ده
قالها وهو يخطو نحو الخارج بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وكأنه فقد تقدير الأمور وترك لتلك الغريزة بداخله أن تسيطر على كافة قراراته وتلغي عقله فهو يظن أنه لم يخطئ بتاتا وأن خطيئته مبررة غافل كونه فعل كل ذلك فقط كي يرضي غرور الذكر الذي بداخله ويشعره بالكمال.
أما في المساء فكانت مازالت تلازم الفراش ولم تتعافى كليا حين أتت ثريا واحضرت معها الطعام ووضعته بجانبها
لاحظت نادين وجوم وجهها واستغربت كونها لم تتحدث معها فقد كانت تجلس بذلك المقعد القريب من فراشها وتحاول جاهدة أن تهاتف رهف لتطمئن عنها ولكن بلا جدوى فهاتفها مغلق مما جعل القلق ينهش بقلب ثريا التي كانت ملامحها متهدلة ورأسها منكس بحزن بين أثار فضول نادين وخاصة انها استمعت لصړاخ يامن خارج غرفتها ولصوت حسن ايضا ولكنها لم تستشف شيء محدد
لذلك تساءلت بعيون زائغة
خير يا مرات بابا هو ايه اللي حصل
تنهدت ثريا وأخبرتها بأسى
مش خير يا بنتي حسن اتجوز على مراته ويامن ما رضهوش الوضع
حانت منها بسمة ساخرة وقالت مستخفة
وفيها ايه
تعجبت ثرياوقالت بتلقائية شديدة دون أن تفكر بتبعات حديثها
ازاي بس يا بنتي ده خرب بيته بإيده ومفكرش في ولاده ولا في مشاعر مراته اللي طول عمرها سنداه و واقفة جنبه دي غلبانة و متستاهلش كده ابدا
دفاعها المستميت عن رهف ورؤيتها لها كضحېة كان بمثابة نزع فتيل لذلك البركان الخامل من الذكريات البائسة بداخلها فكيف تدعي المثالية الآن وهي ارتضت على أمها نفس المصير من قبل لذلك باغتتها متهكمة
وأمي هي اللي كانت تستاهل مش كده يا مرات بابا
رغم تهكمها ولكن صدر سؤالها پقهر وبنبرة متخاذلة جعلت ثريا تنفي برأسها وتغيم عيناها قائلة بأسى
أمك دي كانت ست الناس كلها وكانت تستاهل كل خير وربنا يعلم كنت بعزها أد أيه
يالك من سيدة عطوف ذو قلب حاني حقا إن لم أكن على يقين تام أنك سبب نكبت والدتي لكنت صدقت تلك البراءة التي تقطر من حديثك
ذلك ما كان يدور برأسها وهي تطالعها بعيون لائمة احزنت ثريا وجعلتها تتيقن