الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

أنا لها شمس

انت في الصفحة 36 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


أيهم
رحبت السيدة والسيد بهم بحفاوة برغم علميهما بمدى بشاعتهم وكل ما اقترفوه بحق تلك 
سلامتك يا عم غانم إيه اللي حصل 
مال على رأس غانم واضعا قبلة احترام ليرفع عينيه يتطلع بوله لتلك التي قلبت عينيها بضجر لاعنة سخافته
وقفت منيرة وعزيز مهللين بترحاب 
أهلا يا عمرو
قالتها منيرة لتتابع متسائلة 

مين اللي قال لك إن إحنا هنا
نظر لعزيز المرتبك ليتحدث بذكاء
كان فيه واحد صاحبي في مستشفى المركز لما عربية الاسعاف وصلت وأخدت عمي غانم اتصل بيا وبلغنيوأنا كلمت مدير المستشفى وعرفت منه انكم هنا
ازيك يا إيثار نطقها بنبرة عاشق لتتجاهله وهي تقول لأبيها 
مرتاح يا حبيبي ولا انده لك الممرضة
رد عليها بصوت واهن تحت ڠضب منيرة وعزيز من تصرفها 
الحمدلله يا بنتيأنا أحسن كتير
جلس وبدأ بتناول أطراف الحديث بينه وبين والدتها وأشقائها وعينيه تتمركزان عليها لتنسحب للخارج وأبلغت الممرضة بالدخول وصرف جميع من بالغرفة وإبلاغهم بانتهاء موعد الزيارة وبالفعل بعد قليل كانت
تستقل سيارتها وبجوارها عزيز أما بالأريكة الخلفية يجلس أيهم ومنيرة التي اضطرت للمبيت بمنزلها بينما ظل وجدي مرافقا لأبيهظل الجميع في صمت تام إلى أن وصلوا لمسكنهاضغطت جرس المنزل لتفتح
لها عزةولجت ثم تنحت جانبا وهي تشير لهم 
اتفضلوا 
خطت منيرة بساقيها بمسكن نجلتها التي تدخله للمرة الأولى بحياتها لترمق عزة بنظرات حادة وكأن بينهما ثأراتعجبت عزة ورفعت حاجبها باستغراب لكنها تغاضت عن نظراتها وعزيز لتقول بترحاب حار لأجل ابنتها التي لم تلدها 
يا مرحب يا جماعة نورتونا
لتسترسل متسائلة باهتمام 
الحاج غانم أخباره إيه 
أجابتها إيثار بتنهيدة 
الحمدلله يا عزة فين يوسف
أجابتها برتابة 
نايم من بدريعمل الهوم ورك وعشيته بعدها
ونيمته بعد ما طلع عيني
دخل الجميع للردهة لتقول منيرة بوجها العبوس 
فين المكان اللي هنام فيه علشان أريح فيه جتتي
تألمت لكلمات والدتها القاسېة وقالت بنبرة هادئة كي ترفع عنها أية حرج تشعر به 
خلينا نتعشى الأول وبعدين إدخلي خدي شاور ونامي
أنا لا باكل ولا بستحمى عند حد قالت كلماتها الرافضة بطريقة فظة لتهتف عزة بحديث متهكم فهي تكره تلك المرأة حيث دار بينهما العديد من المكالمات الهاتفية التي تنتهي دائما بالشجار والتوبيخ من كلتاهما للأخرى 
وبالنسبة للنوم عادي ولا فيه مشكلة هو كمان!
عاتبتها إيثار بإشارة من عينيها لتزفر بضيق وهي تتحرك منسحبة باتجاة المطبخ لتبرطم بصوت عالي استمع له الجميع 
أنا هغرف الأكل واحطه على السفرة واللي عاوز ياكل يتفضل واللي مش عاوز براحته
إنت بتقولي إيه يا ولية إنت نطقتها منيرة وهي ترمقها بنظرات ڼارية لترد الأخرى بنبرة قوية 
هو أنا جيت جنبك يا حاجة ولا هي تلاكيك
جحظت عيناي الاخرى لتهتف باعتراض 
حاجة! ليه شيفاني قد أمك علشان تقولي لي يا حاجةده اللي يدور عليك يلاقيكي أكبر مني
خلاص يا أما الله يرضى عليك مش ناقصين صداع نطقها عزيز ليرمق عزة بنظرة حادة ليتابع مسترسلا 
وإنت يا اسمك إيه
عزة إسمها عزة يا عزيز قالتها إيثار بدفاع قوي عن تلك السيدة التي قامت باحتوائها هي والصغير وبوجودها شعرت بدفئ العائلة وجوها التي حرمت منه ليرد هو بسخط كعادته 
أيا كان إسمهاخليها تجهز العشا وتحطه من سكات إحنا اللي فينا مكفينا ومن الصبح وإحنا متبهدلين في المستشفيات
عذرت حدته وعصبيته لتنظر إلى عزة وهي تقول بنظرة توسلية 
جهزي العشا لو سمحتي يا عزة
اختفت عزة خلف جدران المطبخ لتلتفت هي للجميع مشيرة بكفها إلى مقاعد الجلوس 
إتفضلوا على ما عزة تجهز العشا
واسترسلت وهي تشير بكفها نحو باب الحمام الخارجي 
الحمام من هنا لو حابين تغسلوا إديكم ووشكم من جو المستشفى
تحركت منيرة لتغلق باب الحمام خلفها بحدة لتتنهد بأسى اقترب عليها أيهم ليربت على كتفها وهو يقول مبررا تصرفات والدته العدائية 
معلشهي مش واخدة على البيات برة بيتها علشان كدة هتلاقيها مهيبرة شوية وردها عڼيف
ابتسمت ساخرة فحقا شړ البلية ما يضحكتنفست لتجيب شقيقها بطريقة متهكمة 
إنت بتبرر لي إيه بس يا أيهمده إسلوبها معايا من يوم ما وعيت على الدنيا
زفرت لتهدئ من روعها لتسترسل باستئذان 
أنا داخلة أخد شاور وهخرج على العشا وانتوا خدوا راحتكم البيت بيتكم
بعد مدة قصيرة خرجت مرتدية منامة بيتية مريحة لتقول عزة وهي تضع أخر صحن بيدها فوق السفرة
العشا جاهز يا جماعةإتفضلوا
أشارت لهم إيثار وهي تقول 
يلا يا ماما يلا يا عزيز
رمقتها بملامح وجه جامدة وبكلمات تفتقر أبجديات الادب قالت 
قولت لك مباكلش عند حد غريب
بالكاد انتهت من كلماتها ليصدح صوت رنين الجرس فاتجهت عزة تفتحه لتفاجئ بعامل توصيل الطلبات وهو يقول 
فيه أوردر مدفوع التكاليف من مطعم مشويات عنتر علشان حضرتك
عشاني أنا!نطقتها متعجبة لتسترسل بجدية 
بس إحنا يا اخويا مطلبناش
أكل تلاقيك غلطان في العنوان
نطق العامل باصرار 
لا يا أفندم العنوان مظبوط
تقدم منه عزيز ليسأله مستفسرا 
مين اللي باعت الاكل
اجابه 
واحد إسمه الاستاذ عمرو البنهاوي
ابتسم بحفاوة ليهتف قائلا وهو يتناول الأكياس من يديه بنهم 
تمام يبقى لينا
هتفت بحدة وهي تتحرك سريعا نحو شقيقها لتحثه على عدم استلام الطعام 
إدي له الأورد لو سمحت يا عزيزأنا مكلمة عزة من بدري وهي عاملة أكل كتيروبعدين إحنا مش محتاجين أكل من البيه او غيره
انتزعت الاكياس من يداي شقيقها وكادت أن تعيدها للعامل لتباغتها تلك التي انتشلتهم منها وهي تقول بحدة 
هاتي الأكل دهعمرو عارف إني مباكلش عند حد علشان كده بعته علشاني
اتسعت عينيها بذهول من تلك التي اختطفت الطعام وولجت للداخل ليشير عزيز للعامل قائلا 
خلاص يا بلديناروح الله يسهل لك 
انتبهت لتهتف بإيقاف للعامل 
استنى
توجهت لحقيبة صغيرة معلقة بجوار الباب لتخرج منها عملة ورقية متوسطة ناولته إياها بشكر ف فالأخير هو غير مسؤل عن ما حدث
ولجت للسفرة لتجد والدتها قد نزعت الاكياس وأخرجت كم هائل من اللحوم والدجاج المشوية ومعها أنواعا كثيرة من السلطات والمقبلات لتهتف بحدة 
ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملتيه ده إزاي تاخدي الاكل من الراجل وتحرجيني بالشكل ده! 
أجابتها وهي تلوك الطعام بفمها بطريقة استفزازية 
وإيه اللي يحرج في الموضوع الراجل كتر خيره عارف إننا طول اليوم في المستشفى ومش فاضيين نطبخ فبعت لنا أكل جاهزإيه بقى اللي مضايقك!
هتفت بنبرة تدل على احتراق روحها 
إنت حرة تاخدي منه اللي إنت عوزاهلكن مش في بيتي
لتسترسل متعجبة بتهكم 
ثم إيه اللي فتح نفسك على الاكل مرة واحدة كده مش من شوية مكنتيش
بتاكلي عند حد!
لم تعر لحديثها أية إهتمام وتابعت بكل برود إلتهامها للطعام ليقول عزيز بحدة بعد أن سأم حديث شقيقته اللازع 
ماخلاص يا إيثارإنت عاملة هوليلة على إيهالراجل كتر خيره شايل همنامااجرمش يعني
هزت رأسها وهي ترمقهما بذهول لموقفهما المخزي لتتحرك سريعا لغرفة صغيرها وتغلق بابها خلفها دون أن تتناول الطعام جلس عزيز ليشارك والدته الطعام الذي أرسله عمرو لينظر إلى أيهم الواقف حائرا بينهم ويقول وفمه
ممتلئا بالطعام اللذيذ 
تعالى كل يا أيهم الكباب موحوح والريش سخنة مولعة
كانت عيني عزة تتابع ما يحدث من خلال فتحة المطبخ المصمم على الطراز الاميركي لتهمس لحالها بنبرة تسمعها اذنها 
ېخرب بيتكم عيلة جعانة ده انتوا ڤضيحة الله يكون في عونك يا بنتي
ده أنت خيبتك في أهلك تقيلة قوي يا نضري
داخل المسكن الخاص بعزيزتقف تلك النسرينتجوب الغرفة ذهابا وإيابا لتقف فجأة وهي تقول پغضب ظهر بملامحها 
لا ما أنا مش هسيب الڼار تاكلني لواحدي وإنت قاعدة مرتاحة وبتغرفي من عز ابن البنهاوي يا ست سمية
امسكت هاتفها وضغطت اتصال على رقم سمية لتجيبها الاخرى بصوت ساخط 
خير يا نسرين إيه اللي فكرك بيا تاني
اجابتها بحديث لازع 
قولت اتصل طالما أنت طلعتي قليلة أصل وحتى ما عزتنيش في مۏت أخويا الوحيد
بلا مبالاة أجابتها 
الله يرحمه يا حبيبتي أنا لا بحب المۏت ولا بحب سيرتهومعروف عني مبعزيش حتى قرايبي
لتسترسل بعدما ضاق صدرها 
ها عاوزة حاجة تاني قبل ما أقفل
باغتتها بحديثها
طبعا عاوزةاخويا أخد دهبي اللي كنت شرياه بالفلوس اللي خدتها منك يعني زي ما بيقولوا بالبلدي كدهمۏت وخړاب ديار واظن ده ما يرضكيش
ابتسمت ساخرة لتجيبها بلامبالاة 
وأنا مالي يا حبيبتي بمواويلك مع عيلتك أخوك سرقك واهو دفع عمره تمن عملته السودة
واسترسلت بما احړق روح الاخرى 
وإنت المفروض تحمدي ربنا إنه طهرك من المال الحړام اللي لهفتيه مني ڠصب
اشټعل داخلها لتهتف بنبرة غاضبة ټهديدية 
إسمعيني كويس يا بتلو مدبرتليش خمسين
الف جنية الإسبوع ده هقول ل عمرو على كل حاجة
أطلقت ضحكة رنانة لتقول بثبات وقوة
قولي له يا حبيبتي
لتستطرد بټهديد مماثل 
وأنا تاني يوم هاجي لحد بيتك واڤضحك قدام حماتك وعزيز وقابلي بقى يا شاطرة لما يعرفوا إن إنت اللي كنتي السبب في طلاق بنتهم وخړاب بيتهاوانك قدمتي لي الفرخة اللي كانت بتبيض لهم بيضة دهب على طبق من فضة
لتسترسل بقوة وجبروت 
إسمعيني إنت بقى كويس وحطي عقلك في راسك أنا لحمي مر واللي هيقرب مني هنهشه بسناني يعني تبعدي عني بالذوق وتروحي ترمي بلاكي على حد غيري بدل ما احطك في دماغي
توقفت لتستطرد بټهديد مباشر مشيرة لما فعلته بإيثار 
وإنت عرفاني كويس اللي بحطه في دماغي بدمره
قالت كلماتها الأخيرة بسخط لتغلق الخط دون الاستماع إلى رد الطرف الأخر مما جعلها تشتعل وتلقي بهاتفها فوق التخت وهي تصرخ باشتعال مستغلة غياب زوجها 
طيب يا سمية إن ماندمتك مبقاش أنا نسرين
بعد ثلاثة أيام من مكوث غانم بالمشفىظهرت النتائج وتأكدت شكوك الاطباء بأمر غانم وللأسف اظهرت التحاليل ان المړض بالمرحلة الثالثة استقبل الجميع الخبر پصدمة وذهول
كان يجلس بمكتبه بوقت الراحة يكاد أن يفقد عقله على أثر ابتعاد من امتلكت الفؤاد وتمكنت من الغوص بأعماقه لتستقر بالوتينكيف ومتى حدث كل هذالا يوجد لديه تفسيرا كل ما بات يعلمه هو صعوبة بل إستحالة متابعة حياته بدون عينيهاتنهد بثقل بعدما أوصدت بوجهه جميع الأبواب التي يمكن الوصول إليها من خلالهافقد تسلل إلى جميع تطبيقات التواصل الإجتماعي وبحث عنها وما أن عثر عليها وحاول التواصل معها

لتصيبه بالإحباط حيث كانت تقوم بحظر حسابه فور وصوله إليها لتغلق الباب بوجهها قبله كي لا تدع الامر بين يدي قلبها ليتحكم بها من جديد وتفقد صغيرهاألقى برأسه للخلف وأغمض عينيه يتذكر ملامحهاابتسامتها الرقيقة وضحكتها الواسعة التي تظهر صفي أسنانها ناصعة البياضتأملها لعينيهحديثها ورقيها في إختيار الكلمات اللائقة يا الله لقد اشتاقها حد الجنون حتى عبوس وجهها ونظراتها الحادة عندما تغضباكتشف كم أنه ذاب بغرامها وانتهى الأمرولكن بعد ماذا!
لقد أحزنها بالحد الذي جعلها تنفر هاربة منه كما هروب الفريسة من صيادهاأقسم بالله رب العالمين لو ترضى وتعلن غفرانها لخطيأته الكبرى بحقها ليرضخ لها ويلبي جميع رغباتها وسيصنع المعجزات لأجل رضائها وإدخال السعادة والسرور على قلبها نادر الوجودفتح عينيه ليهب واقفا على حين غرة مقتربا من عليقة الملابس ليخططف حلة بدلته ليرتديها فوق قميصه الابيض ويهرول متعجلا بعدما قرر الذهاب لشركة أيمن وليحدث ما يحدثتحرك بلا وعي بلا حسابات كعادته فقد جنب كل شيء حتى مبادئه
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 60 صفحات