قصه كامله بقلم ياسمين عزيز
عدم الخضوع لأوامرجده تمتمت بصوت هامس تحدث نفسها و هي
تزيح الحاسوب من فوقها و تضعه على الجهة الأخرى من السرير و انا اللي كنت فاكرة إن سيف هو الوحيد اللي بيقدر يوقف في وش جدو
و كنت متأملة إنه حيساعدني في يوم من الايام
لو فرض عليا أتجوز واحد انا مش عايزاه هو حيفضل لحد إمتى بيتحكم فينا كأننا عبيد عنه بقيت عيناها مفتوحتان لمدة من الوقت و هي
جنيه واحد من والدها أو من عمها فهذه نقود الشركات و الأعمال التي رفضت أن تدرس و تدخل للعمل فيها لولا هشام إبن عمها الذي أصبح يعطيها
مصروفها كل أسبوع رغم رفضها إلا أنه لم يكن لديها أي حل آخر لكنه لم يستطع تغيير سيارتها
على صوت المنبه المزعج كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف صباحا اي مازال هناك وقت حتى تهاتف ذلك الشيطان و تخبره عن ردها النهائي تنهدت و هي تشعر بحړقة عيناها المحمرتان من كثرة بكائها ليلة البارحة التي قضتها تفكر في أي حل ينجدها منه لتهتدي اخيرا لحل ما أزاحت الغطاء من فوقها لتسير بجسدها المنهك
بل إبتسمت بخفوت و هي ترى آثار تلك الكدمات
و الچروح قد بدأت تخف و الباقي سوف تتصرف و تخفيه بمساحيق التجميل و الملابس كما تفعل كل يوم بللت يدها السليمة كعادتها ثم مسحت بها وجهها
دون أن تضغط كثيرا على بشرتها ثم وضعت يدها المحترقة تحت الماء و بدأت تغسل ما ظهر
فتحت خزانة الأدوية لتخرج مرهم الحروق و مغلفا صغيرا يحتوي على رباط لتضميدالحروق هي طبعا لا تستطيع ترك يدها مكشوفة
حتى لا يقلق والديها و يسألانها عن سبب إحتراقها إنتهت بعد وقت قصير ثم خرجت لغرفتها
غيرت ملابسها و رتبت شعرها و لم تنس
مساحيق التجميل التي إستعملتها بكثرة
أرادت الخروج ككل صباح دون الإفطار معهم لكن صوت والدها الذي ناداها للجلوس معهم
خرب
جميع مخططاتها
رسمت إبتسامة مزيفة على وجهها و هي تجلس مكانها بجانب شقيقها ريان قائلة صباح النور أجابتها ميرفت التي كانت تتفحص ملابسها
بس إيه اللي إنت لابساه داه نظر ريان نحو أخته التي كانت ترتدي فستانا
من القماش الثقيل بالازرق الغامق طويل و بأكمامكاملة و مقفول من ناحية العنق ليهتف بتعجبمالها يا مامي بالعكس شكلك كده أحلى يا يويو حدجته ميرفت بملل و هي تضيف باشمئزاز الدريس شكله كئيب و يخنق إنت حتطلعي بيه كده قدام الناس يارا بصوت خاڤت على غير عادتها ايوا يا مامياصلي حاسة إني داخلة على دور برد فقلت أثقل لبس قبل ما أمرض ايوا شكلك تعبان يا يارا خليني آخذك للدكتور انا النهاردة معنديش محاضرات هتف ريان بقلق
بعد أن لاحظ يدها المضمدة ليكمل إيه الليفي إيدك داه رابطاها ليهيارا بارتباك و هي ترفع يدها المحترقة حتى
تشابكها مع الأخرى لتشعر پألم شديد لكنها حافظت على إبتسامتها حتى لا تقلق أخيها لا دي حاجة
بسيطة انا إمبارح جربت hand creame من عند واحدة من صاحباتي فعملي حساسية شكلها وحش على إيدي فغطيتها أخفضت يدها التي كانت تكاد تنقسم لنصفين من شدة الألم ثم بسطتها فوق الطاولة بينما
تسمع والدتها تتحدث بلهجة محذرة الف مرة قلتلك متستعمليش
الحاجات الرخيصة دي عشان بټأذي بشرتك يارا فعلا انا غلطت بس مش حعمل كده ثاني sure وقفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها
الباهضة قائلة يلا انا طالعة دلوقتي تدخل ماجد قائلا بسخرية و هو ينظر لها
پغضب زي كل يوم طبعا بتطلعي الصبح و بترجعي آخر النهار ياترى بتعملي إيه كل الوقت داه بره بدور على شغل مش حضرتك كنت عاوزني أشتغل أجابته هي تحاول إخفاء إشمئزازها بعد أن تذكرت
ذلك الفيديو الذي يظهر فيه مع تلك الراقصة رغم أن وجهه لم يكن يظهر كثيرا لكن وجود تلك
المرأة الشبه عاړية بجانبها أشعرها برغبة عارمة في التقيئ مسح طرف شفتيه بالمنديل ثم رماه على الطاولة
و إلتفت نحو زوجته التي كانت مشغولة بتصفح هاتفها لېصرخ بحدة دا اللي إنت فالحة فيه شوبينغ و سهرات و مقابلات مع شلة الهوانم
اللي مصاحباها إنما عيلتك آخرة إهتماماتك خليكي كده لغاية ماتفوقي تلاقي كل حاجة خربانة فوق دماغك تأففت ميرفت و هي تجيبه بملل إنت مش حتبطل
عادة الزعيق دي عالصبح ماجد داه كل اللي همك زعيقي و صوتي العالي
مشفتيش بنتك اللي بقالها اسبوع مش بنشوفها غير داخلة خارجة من البيت و الله أعلم بتروح
فين و الراجل اللي مفروض كان حيخطبها من يومين مجاش و لا تكلم لحد دلوقتي ليه لا هو و لا عيلته ميرفت أنا قابلت نجلاء هانم من يومين في النادي و هي إعتذرت مني و قالت إن حصلهم شوية
ظروف خلتهم يأجلوا الموضوع شوية بس مش حيطولوا سامح إبنها عاحباه يارا و كان حيموت عليها و هو بنفسه اللي مكلمني هب ماجد من مكانه مردفا بانزعاج يعني حيختفي زي اللي قبله انا بقيت شاكك في بنتك دي اكيد مخبية علينا مصېبة يارا پصدمة مصېبة إيه يا بابا اااا نا مليش
دعوة بيهم أنا مستعدة من بكرة أتجوز أي حد حضرتك تقلي عليه مش مخبية حاجة رمقها والدها باستهجان قبل أن يغادر لتغادربعده يارا متجنبة البقاء أكثر داخل المنزل جلست على أحد مقاعد الحديقة لتهاتف صديقتها
مروى لحظات قليلة و سمعت صوتها لتسارع يارا في عتابها دون وعيفينك يا بنتي بقالي ساعة برن عليكي مروى بنعاس صباح الخير
يا يويو موبايلي كان Silent انا صحيت من خمس دقايق قاطعتها يارا صاحية من خمس دقائق ليه
يامروي مش إتفقنا إمبارح عشان حنتقابل الساعة
تسعة في كافيه المروى يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني
دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك يارا ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم
اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري هدوم من اي محل خاېفة اكون متراقبة مروى لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم
ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة وجود أي شخص قريب إتجهت نحو سيارتها
لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف حتى دقت الساعة التاسعة توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها
المړتعبة تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه انا موافقة أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها
السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المړيض كنت متوقع الاجابة دي شطورة يا بيبي تعالت قهقهاته
لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها
قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك تمام بكرة الصبح
لما تيجي
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا ليهصالح بغرور عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر و إلا أقلك انا
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري المكان اللي يعجبك ماهو انا بردو تهمني راحتك
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف جسدها و تنطق سريعا حاضر مع السلامة رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم
إنحنت لتضع جبينها على مقود السيارة تاركة العنان لدموعها الساعة التاسعة و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد على طول الحائط ألقت نظرة خاطفة على يمينها
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى قد وصلت إليها وقفت من مكانها لټخطف كيس الملابس
من مروى قائلة إتأخرتي ليه كده الساعة داخلة على عشرة اووووف منك يا مروى مش حتبطلي عادة التأخير دي أبدا مروى بلامبالاة أطلبيلي قهوة الأول عشان
دماغي مصدعة و قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى
إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت الطيارة حتفوتني أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم
طيارة إيه يا بنتي سيبي إيدي حقع أغلقت يارا باب الحمام بعد أن تأكدت من خلوه
ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها
و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون خرجت لتعطي ملابسها لمروى ادخلي إلبسي
هدومي دي هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها مضيفة انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي اللي كنت لابساها مروى بدهشة طب ليه فهميني إنت عاوزة تعملي
إيه أنا مش فاهمة حاجة يارا يلا مفيش وقت حبقى أفهمك بعدين مروى ماشي يا مچنونة خرجت بعد عدة دقائق ترتدي فستان يارا
لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتهافي الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز بصي
دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها
شعرها ليغطي
جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط
ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي
باب ثاني أخرج منه انا آسفة يا ميرو إني بسټغلك بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت
معتش قادرة أقاوم داه بيهددني بحاجات ثانية
لو حكيتيلك عنها حتعذريني انا اول ما اوصل حبقى أكلمك مروى بحزن و قد فهمت ما تقصده يارا طب
على الاقل قوليلي حتسافري على فين
يارا أي مكان المهم أخرج من مصر قلتلك حكلمك اول ما أوصل المطار
بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة يلا بسرعة روحي خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة
يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة دققت في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص يراقبها لكنها لم تجد قادت السيارة بسرعة