قصه كامله بقلم ياسمين عزيز
2
قوس علي شفتيه بشبه إبتسامة على
طريقتها في الحديث قائلا بتأكيد..
لا ما تقلقيش... عندي خبرة في التعامل
مع الحيوانات البرية....
زفرت إنجي بنفاد صبر و هي تشعر بأن
وجوده في حياتها قد أصبح يوترها لتلخلص
ما تريد قوله..
طب بص يا عم الساډي من الاخر كده سيبك
مني...لا تعملي فيها مروض وحوش و مستذئبين
داه ما ياكلش معايا...صدقني لو حطيتك في
دماغي مش تاخذ في إيدي غلوة و انا بصراحة
مش هاين عليا العيون الحلوة دي ټتأذي...
إنت لسه متعرفنيش كويس ميغركش منظري
اللطيف و الشلة اللي انا كنت مصاحباهم...
أشارت له بأن يقترب منها قليلا ثم همست
بجانب أذنه بصوت كفحيح الافعى..
إستقام علي في جلسته ليعود كما كان
في حين لم يزده كلامها سوى تشبثا
بها...
حرك رأسه دلالة على رفضه لمقترحها لتمط
إنجي شفتيها مدعية الأسف عليه قائلة..
طيب زي ما تحب بس متنساش إني حذرتك...
سلام يا بيبي .
ظلت نظراته تتابعها و هي ترتدي نظارتها
الثمينة ثم جمعت متعلقاتها الشخصية و غادرت
جديدة للتخلص منه كما فعلت بهشام....
في جزيرة سيف.....
توقفت سيلين عن الركض لتنحني بجسدها نحو الإمام مستندة بكفيها على ركبتيها و هي تلهث
من شدة التعب و العطش ....حدقت پألم في
ساقيها المجروحتين و كأنها الان فقط وعت
لنفسها انها كانت تركض منذ ساعات ....
عدة مرات... لا شيئر حولها سوى تلك الأشجار
العملاقة التي تحجب عنها ضوء الشمس...
كانت تجهل موقعها بالضبط فقد مرت بنفس هذا
المكان منذ حوالي نصف ساعة تقريبا و هذا
لا يعني سوى شيئ واحد و هو أنها قد ضاعت
في هذه الغابة الملعۏنة....
سقطت على ركبتيها غبر آبهة بتلك الاشواك و الاغصان
بالأرض... ظلت دقائق طويلة في مكانها
تحاول إستجماع باقي قواها حتى تستأنف
ركضها من جديد بحثا عن أي مخرج من هذا
المتاهة التي علقت بها...
توقفت عن السير لتنتزع بعض الاشواك الكبيرة التي
دخلت لحذائها الرياضي دو اللون الاسود
لتستمع فجأة لصوت زئير...
شهقت بړعب و هي تدير عيناها في جميع الاتجاهات
كل هذه المسافة لتكون وجبة تلك الأسود المتوحشة
التي يربيها زوجها المختل...
تعالت شهقاتها و هي تبكي پقهر متذكرة كيف
تمكن من خداعها برقته و إبتسامته الساحرة
حتى يوقعها في شباكه... و كيف إستغل مرض والدتها و حاجتها للمال حتى يتسلل رويدا
رويدا إلى داخل عقلها و قلبها حتى أصبح يسيطر
عليها كالدمية ببن يديه....
لطالما خذرها آدم منه عندما أخبرها في أول
لقاء لهما انه لم يكتسب لقب الشبح من
من فراغ...لكن آدم قد قد
قتل على يدي زوجها....
زوجها الذي ظنت انه بريئ و انه ضحېة
لعائلة جاحدة و قاسېة... البارحة فقط
قررت أنها سوف تبدأ حياة جديدة معه لكن
يبدو أن القدر كان له رأي آخر ليجعل
الغشاوة تنزاح من أمام عينيها و تكتشف
حقيقته.....
سمعت صوت الزئير من خلفها لتلتف
نحو مصدر الصوت لكنها لم تجد سوى
المزيد و المزيد من النباتات و الأعشاب
فجأة رأت ظلا يتحرك من بين الأشجار
لتحبس أنفاسها بترقب بينما دقات قلبها
كانت تتعالى بصخب مفزع داخل قفصها
الصدري....
ليظهر أمامها سيف بابتسامته اللئيمة
التي كانت تزين ثغره...لم تشعر سيلين
بنفسها و هي تقع على الأرض من شدة
رعبها بعد أن فشلت في الوقوف على
قدميها مكتفية بالتحديق به و هو يتابع
تقدمه نحوها بخطوات بطيئة مستمتعة....
وضعت سيلين يدها على فمها لتكتم
صوت بكاءها من شدة الړعب عندما ظهر
من وراءه أسد ضخم...حركت راسها بنفي
و هي ترمق سيف بنظرات متوسلة و هي
تتخيل انه قد احضره ليلتهمها....
طقطق سيف أصابعه ثم أشار نحو الأسد بحركة معينة لينصرف مختفيا بين الأشجار كما جاء
قبل أن يلتفت مرة أخرى نحو سيلين و هو يضع
يديه في جيوب بنطاله....
دار حولها ثم توقف وراءها لينحني جاذبا
إياها من شعرها حتى أجبرها على الوقوف....
لم تشعر سيلين بالالم بسبب تخدر جسدها من
شدة الخۏف الذي عانته منذ قليل...اغمضت
عيناها باستسلام و هي تستمع لصوت سيف
الغاضب..
عاوزة تهربي مني... 3
إنهمرت دموعها بعجز و هي تبعد يدها عن
فمها سامحة لشهقاتها بالتحرر...بكت بصوت عال
لوقت لاحق... فمهما تظاهر بالقسۏة أمامها إلا
أنها في الاخير تبقى أميرته المدللة....
الفصل السابع
في فيلا ماجد عزمي......
كانت ميرفت تجلس في حديقة الفيلا
تترشف قهوتها الصباحية بكل إستمتاع فبعد ايام قليلة سوف تتخلص من زوجها ماجد الذي عاشت معه أسوأ سنوات حياتها لم تشعر خلالهم و لو ليوم واحد بأنها أنثى لها مكانة و أهمية في أعين زوجها
لتجد نفسها تلقائيا تتذكر كامل الذي جذب
إنتباهها و سيطر على عقلها و تفكيرها منذ اول
وهلة....
كان وسيما جدا رغم تقدمه في السن و شخصيته قوية و قد لاحظت ذلك في أكثر من مرة كما أن هالة الثراء و النفوذ واضحة عليه تماما ... عبست فجأة بعد أن ظهرت أمامها صورة امين الذي أخبرتها إلهام انه معجب بها لا تدري لم شعرت بالضيق لمجرد التفكير في ذلك الأمر ليس لأن امين هو والد صالح زوج إبنتها بل لأنها شعرت بالانجذاب اكثر لكامل
و لاتريد إفساد الأمر بوجود امين في حياتها....
لذلك قررت انها سوف تحاول الحصول عليه
مهما كلفها الأمر و ستكمل الباقي من حياتها مع رجل تختاره هي....
وقفت مكانها و هي تبتسم بإصرار لتصعد نحو جناحها الذي غيرت ديكوره بعد مغادرة ماجد
لتستحم و ترتدي أجمل ثيابها ثم تتجه
نحو شركة عزالدين حيث يعمل كامل.....
سمحت لها السكرتيرة بالدخول بعد إنتظار دام لدقائق قليلة ليرحب بها كامل بحرارة و الذي سعد كثيرا لوجودها.....
أهلا و سهلا يا ميرفت هانم... المكتب نور بوجودك
لا مكتب إيه دي الشركة كلها نورت إتفضلي أقعدي .
هتف كامل مرحبا و عيناه تكادان تخرجان من محجريهما متاملا بدقة جمالها الفاتن في ذلك الفستان الأزرق القصير رغم كبر سنها إلا كانت تظهر و كأنها في الثلاثين من عمرها بفضل عمليات التجميل و الشد و النفخ التي تقوم بها شهريا
حتى تحافظ على جمالها لتظهر دائما و كأنها
إحدى نجمات التلفزيون....
إبتسمت لتزيد من جنونه و إعجابه بها و هي تقول
ميرسي يا كامل بيه و آسفة لحضرتك عشان جيت من غير معاد .
رفع كامل سماعة الهاتف ليطلب لها عصيرا و هو يردف
داه إنت صاحبة الشركة يعني تيجي وقت ماإنت عايزة... أيوا يا صفاء لو سمحتي هاتي عصير فرش
لميرفت هانم و فنجان القهوة بتاعي.
وضع سماعة الهاتف ثم شبك يديه على المكتب
أمامه و هو يبتسم قائلا
قوليلي بقى يا ميرفت هانم إيه سر الزيارة السعيدة اصل بصراحة عندي فضول كبير أعرف.
تصنعت ميرفت الارتباك و الخجل و هي تتمسك
بحقيبتها الجلدية الفاخرة قبل أن تجيبه
بصراحة عندك حق أنا فعلا قبل ما آجي هنا
ترددت جدا بس بعدين قلت إني مش هخسر حاجة
لو سألت خصوصا إن انا مليش حد اثق فيه غيركم
خصوصا بعد ما بقينا عيلة واحدة....
كامل بتأييد..اه فعلا إحنا بقينا عيلة واحدة
بس بردو لسه مش فاهم حاجة من كلامك .
ميرفت بخبث
بص يا كامل بيه انا من الاخر عندي شوية فلوس مخبياهم في البنك من سنين بس بصراحة في المدة الأخيرة كنت بفكر إني أشغلهم بس انا مش بفهم في البزنس و الحاجات دي عشان كده قلت هستشير
كامل بيه هو عنده خبرة و معرفة كبيرة في المجال داه و اكيد مش
هيبخل عليا بالنصيحة....
كامل بتفكير
يعني إنت عاوزة تبقي سيدة أعمال...
ميرفت بضحك
لا طبعا مش للدرجة دي يعني...أنا بس عاوزاك
تنصحني خمسة مليون جنيه أقدر اعمل بيهم إيه
كامل بتفكير..طيب ممكن أفهم حضرتك ليه إخترتيني انا بالذات .
ميرفت و هي تبتسم بدلال
عشان مش عاوزة حد من عيلة صالح جوز بنتي
يعرف بالفلوس دي و انا بصراحة واثقة فيك اوي
مش عارفة ليه بس حاسة إنك هتكون قد الثقة دي
و من جهة ثانية انا معنديش حد اعرفه بيفهم
في البزنس عشان كده إخترتك إنت بالذات.
تراجع كامل ليسند ظهره براحة على ظهر الكرسي
و هو يبتسم بفخر قبل أن يجيبها
إن شاء الله هكون قد الثقة دي و إطمني مفيش حد هيعرف بحكاية الفلوس دي... خمسة مليون
جنيه مبلغ حلو و انا ممكن أساعدك عشان
تشتري بيهم أسهم في شركة من شركاتنا.
تحمست ميرفت و ظهر الطمع في عينيها
فهذه هي الفرصة المناسبة
للتقرب من كامل
لكنها تمالكت نفسها و هي تقول
أنا طبعا مش عاوزة أسببلك مشاكل في شغلك
يعني لو امين بيه او صالح عرفوا إني جيت لحضرتك هيستغربوا جدا و مهما شرحت مش هيفهموا
خاېفة تحصل مشاكل بين يارا بنتي و جوزها بسببي
خصوصا إني هتطلق قريب .
رغم أنه لم يفهم شيئا من كلامها إلا أنه
لم يستطع إخفاء سعادته بخبر طلاقها
الذي كان مفاجأة بالنسبة له ليسألها باستنكار
طلاق يعني إنت و ماجد بيه هتطلقوا....
تلعثم قليلا بعد أن إنتبه للهفته الواضحة
و فرحته التي لم يستطع كتمانها ليهتف مصححا
اقصد ليه
كانت ستجيبه إلا أن دخول صفاء التي أحضرت
صينية المشروبات حال دون ذلك... وضعت
كوب العصير أمامها ثم فنجان القهوة أمام
كامل و إستأذنت بعد أن أشار لها بالخروج....
ميرفت بتوضيح
أنا و ماجد اصلا جوازنا كان غلطة من الاول
جواز صالونات زي ما بيقولوا عشان مصالح
العيلتين...و انا وقتها كنت صغيرة و مش هكذب
عليك أنا مكنتش رافضة عشان ماجد كان عريس
مناسب غني و من عيلة معروفة و مستقبله مضمون
و هيقدر يعيشني في المستوى اللي متعودة عليه
إتجوزنا و جبت يارا و بعدها ريان بس رغم
مرور السنين دي كلها إلا إننا كنا عايشين زي
الأغراب عمرنا ما قعدنا تكلمنا زي إثنين
متجوزين و تناقشنا في موضوع يخصنا أو يخص
الأولاد...كل واحد كانت ليه حياته الخاصة
بعيد عن الثاني و كل سنة بتمر كانت الفجوة للي
بينا بتكبر و إحنا بنبعد عن بعض أكثر لحد ما
بقت حياتنا مع بعض باردة و أيامنا شبه بعض
لحد ما إكتشفت إنه بيخوني و متجوز عليا عرفي
و مش واحدة لا دول كثير...و آخرهم رقاصة .
إرتشفت من كوب العصير بعد شعورها بغصة
مريرة تسد حلقها لكنها رغم ذلك تحاملت على نفسها
لتكمل دون أن تنظر لكامل الذي كان يرمقها
بنظرات مصډومة و كأنها كانت تروى تفاصيل
حياته هو بالضبط لكن بسيناريو مختلف....
عارف الست لما بتكتشف إن جوزها بېخونها پتتوجع ليه
مش عشان خدعها أو فضل عليها ست ثانية لالالا...
داه موضوع ثاني خالص.. اللي بيوجع أكثر
إنها فجأة بتكتشف إن سنين عمرها اللي
عاشتها و هي فاكرة إنها بتضحي و بتقاوم
ملهاش أي لازمة خالص.... و إن مفيش حد
خسران غيرها... جوزي و عايش حياته كل يوم مع واحدة و أولادي
كبروا وكل واحد فيهم بقى له حياته الخاصة
و انا فضلت زي ما أنا قاعدة في البيت
زي اي كنبة او طاولة او أي حتة ديكور ملهاش
لازمة...حتى لما باجي بفكر في ذكرى حلوة
كانت بينا مبالاقيش.. مكانش في غير البرود و الجفاء اللي مالي حياتنا....أكبر غلطة إرتكبتها في
حق نفسي بعد جوازي من ماجد