الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قصه كامله بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 78 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز

 


أنا إخترتها باللون الأحمر عشان عارفك 
بتحبيه .
أخذت منه يارا الهاتف لتتفرس في السيارة 
لا تنكر أنها أعحبتها كثيرا خاصة أن اللون الأحمر 
هو لونها المفضفي السيارات حيتي سيارتها 
القديمة كانت بنفس هذا اللون.
أعادت له الهاتف و هي تقول..حلوة أوي 
بس موديلها رجالي أكثر .
أومأ مبررا لها..حسيت إنها لايقة على شخصيتك

قوية و متمردة...بس في نفس الوقت حلوة 
و ناعمة .
لم تتوقع أبدا تصريحه هذا لترمقه بنظرات 
مشككة بينما تنطق بلسانها..
أنا قوية و متمردة
ضحكت باستهزاء و هي تتذكر لحضات ضعفها و إنكسارها أمامه ثم أضافت..
خلينا في العربية أحسن ...
فهم مقصدها لكنه لم يعلق بل تجاوز الموضوع 
مردفا..طبعا العربية بتاعتك بس أنا عينتلك 
سواق و في إثنين جاردز هيرافقوكي بس متقليش
مش هتحسي بوجودهم أبدا عشان أبقى مطمن 
عليكي... و بالنسبة للشغل زي ما قلتلك الساعة 
واحدة تكوني في القصر...
يارا بعد أن همهمت بتفكير..
إنت قلتلي إن مش دي المفاجأة.. اقصد 
العربية صح .
حرك رأسه بإيجاب لتكمل معددة..شغل جديد 
و فسحة في مدينة الألعاب و عربية جديدة...أنا 
إبتديت أخاف بصراحة مش عارفة آخرة الدلع 
داه إيه اصل مش عوايدك يعني. 
ضحك صالح و هو يقترب منها ليضع رأسه فوق صدرها بينما إلتفت ذراعه حول بطنها و هو يقول..
ريحي دماغك اللي عمالة تشتغل من الصبح دي... مفيش حاجة...كل الحكاية إني حبيت اكسر الروتين 
اللي في حياتنا...بس أنا بنصحك إستغلي الفرصة 
اليوم قرب يخلص....بس لو عاوزة نخليه اسبوع 
أو شهر.... أو حتى الباقي من عمرنا .
رمشت بعينيها بعد أن عجزت عن فهم
ما يقصده 
لتتساءل..قصدك إيه مش فاهمة.
إبتسم بمكر مفسرا..يعني ننسى اللي فات و 
نبدأ من جديد .
لوهلة ظنت أنه يمزح لكن ملامحه الجدية نفت 
ذلك لټنفجر يارا ضحكا و هي تعيد بنبرة ساخرة 
قوله..ننسى الماضي.... و نبدأ من جديد.. سوري 
مش قصدي اضحك بس ڠصب عني...مكنتش عارفة إن دمك خفيف كده و بتعرف تهزر بس على العموم 
انا من رأيي كفاية يوم واحد.. نعمة....أنا أمنيتي 
الوحيدة إني اخرج من القصر و إنت حققتهالي 
فمفيش داعي أعلي سقف طموحاتي اكثر من 
كده أصلي بخاف يوقع فوق دماغي....
تنهد صالح بيأس رغم أنه كان يعلم قرارها 
لن تسامحه مهما فعل و لن تنس ما تلقته 
على يديه حتى لو مضت ألف سنة... يعرفها 
جيدا و يحفظها كما يحفظ خطوط يده لكنه لم 
يخطأ عندما قال أنها قوية...بل أقوى مما يتخيل 
حتى فمن تستطيع تحمل ما مر عليها... فتاة غيرها 
كانت إستسلمت منذ أول شهر إما ټنتحر أو تجن . 
غمغم و هو يغلق عينيه محاولا طرد هذه الأفكار 
التي إستوطنت عقله فجأة فمنذ مني و هو يهتم 
لمشاعرها أو يلقي بالا لما تريد المهم و الأهم 
من وجهة نظره هي أنها معه و سيحرص أن 
تبقى معه بكل الوسائل ليغمغم بصوت خاڤت..
يلا ننام بكرة ورانا شغل..ااه نسيت بكرة هتروحي
لمامتك ثلاث ايام.
إنزلقت يارا على الفراش لتتسطح على ظهرها 
و هي تجيبه بنفي..لا انا هروح المطعم....
حرك رأسه فوق صدرها دلالة على موافقته 
منهيا بذلك الحوار بينهما لينتهي اليوم 
المميز كما بدأ...
الفصل الحادي عشر
فصل خاص بسيف و سيلين....
في الجزيرة.....
كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر 
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال 
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله 
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله 
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
إنتبهت لسيف الذي كان يستند على 
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت 
و هو يقول..بتتعبي نفسك ليه كنتي قلتي 
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة .
لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي... 
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان 
معاد الطيارة. 
ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد 
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين 
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور 
رغم خۏفها من الأسود حتى أنها كانت في 
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في 
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه 
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها 
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة.... 
سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم 
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من 
يده هاتفة باستنكار..حبيبي يلا عشان 
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل 
بس دي و كمان لبست هدومي...
عبس سيف و هو يستلقي على الفراش 
قائلا بتذمر..
مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد 
أسبوع كمان . 
وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة 
پعنف لترد عليه..
مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة 
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني... 
إتكأ سيف على ذراعه متسائلا..
بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير. 
سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان 
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته 
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا 
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس 
بجواره قائلة..
على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان 
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا 
و بعيد عن الناس... 
وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم ډفن وجهه 
في بطنها مغمغما بأسى..
و إيه فايدة
الناس في حياتنا... أنا مشفتش 
منهم غير الأذية . 
أومأت برأسها بإيجاب و كأنه يراها مجيبة..
بص أناعندي فكرة حلوة أوي...بخصوص 
عيلتك... أنا عارفة إنهم أذوك كثير و إنت 
مش قادر تعملهم حاجة عشان جدك دايما 
بيمنعك و كمان مش عاوز توسخ إيدك بدم 
أهلك رغم إنك قادر في ثانية واحدة إنك
تمحيهم كلهم من على وش الدنيا كلهم... 
تراجع سيف إلى الخلف مقطبا جبينه باستفهام 
و قد جذب إنتباهه حديثها ليستفسرها مطالبا
بتوضيح أكثر..
سامعك يلا .
إبتسمت سيلين ثم بدأت تسرد له خطتها قائلة..
بص يا سيدي أهم خطوة هي إنك تراقبهم كلهم 
و تعرف كل أسرارهم اللي مخبينها عن بعض 
عشان تستخدمها ضدهم بس من غير ما تبين نفسك في الصورة.. إنت كل اللي عليك تخطط و هما ينفذو 
باختصار هما بإيديهم اللي هيدمروا بعض 
مثلا شوف يمكن واحد منهم بيخون مراته مع 
السكرتيرة بتاعته زي ما بيعملوا في الأفلام 
او متجوزها عرفي...توقفت عن الحديث و هي 
تمط بشفتيها ممثلة الأسف قبل أن تستأنف 
ثرثرتها من جديد..حرام مراته لازم تعرف
شوف كمان يمكن طنط إلهام زي ما كانت بتسرق 
الصفقات من شركتك اكيد بردو بتعمل كده
في شركة جوزها...إنت راقبهم بس و هتعرف 
كل أسرارهم.. أنا متأكدة أنهم مخبيين بلاوي... 4
فغر سيف فاه پصدمة من كلامها...بينما لا تزال عيناه 
مثبتتان عليها لا تكاد ترمشان رافضا تصديق أن من
تقول هذا هي نفسها سيلين التي يعرفها...إستفاق
من ذهوله بسرعة ليستقيم في جلسته مرددا 
أمام وجهها..
إنتي فكرتي في الخطة دي إمتى 
إبتسمت له بفخر قائلة..
من المسلسلات يا روحي... 
تراجع إلى الخلف مهمهما بصوت عال..
مممم ماشي على العموم...فكرتك حلوة 
بس حاسس إنها خطة عيال...2
ضحكت سيلين على شكله الظريف و هو يفرك
ذقنه مقلبا عينيه بامتعاض قبل أن تفسر له 
بغية إقناعه..
طب معلش جرب إنت بس أسبوع واحد و لو منفعشتش خلاص إلغي الفكرة كلها...أظن إن إنت مش هتخسر حاجة . 
إمتدت يداه ليتلقط ملابسه التي إختارتها له 
ليأخذها معه نحو الحمام معترفا في نفس الوقت..
معاكي حق.. مش هخسر حاجة...و كبرتي 
يا سولي و بقيتي تعرفي تخططي .
غاب عدة دقائق تمكنت خلالهم سيلين من الانتهاء
من ترتيب الحقائب ثم جرتهم بصعوبة نحو الباب 
و نظمت الغرفة و أغلقت الشرفة و الستائر 
ثم توجهت نحو التسريحة لتلملم خصلات 
شعرها و تربطهم على هيأة ذيل حصان كما 
أضافت بعضا من ملمع الشفاه على شفتيها بعد 
أن تعمدت عدم وضع مساحيق التجميل على 
وجهها حتى لا تضايق سيف... 
إلتفتت نحوه بعد أن سمعت صوت باب الحمام 
يفتح لتتوجه نحوه مباشرة لتعطيه المعطف 
و تساعده على إرتداءه

قائلة بخبث فغايتها 
هي إستفزازه فقط..
ماما وحشتني اوي...و ياسين كمان وحشني 
جدا القرد.... ياترى أخباره إيه 
و بالفعل كما توقعت.. أمسك سيف يدها التي
كانت تضعها على كتفيه بقوة ليجعلها تسير حتى 
أصبحت أمامه... إندهشت سيلين و رمقته بقلق 
عندما قابلها وجهه الغاضب و عيناه اللتين
أضحتا جمرتين مشتعلتين قبل أن يأتيها صوته 
الحاد محذرا..
متخلينيش أغير رأيي و أحبسك هنا بقية 
عمرك . 
ضمت شفتيها حتى لا ټنفجر ضحكا رغم 
خۏفها من مظهره الغاضب لكنها لم تدر 
لما شعرت بالأمان الشديد بوجوده معها 
لتكمل تمثيلها قائلة..
بس هما فعلا وحشوني...ماما و ياسين 
و طنط سميرة و....كلاوس. 
صړخت پألم عندما شعرت بيدها تكاد 
تتفتت بسبب قبضته التي إشتدت على 
يدها لتهتف بنبرة مرتفعة حتى توقف
جنونه..
بهزر و الله...سيف عشان خاطري إهدأ. 
أغمضت عينيها عندما إرتطمت بصدره 
لكنه أمرها..
إفتحي عنيكي و بصيلي . 
كانت ستتحدث لكنه وضع إبهامه على 
شفتيها ليمنعها قائلا بأنفاس عالية من 
فرط إنفعاله فهي أوقدت ڼار غضبه 
بعد نطقها لإسم كلاوس..
ششش....أنا عارف إنك كنتي عاوزة 
تستفزيني بس ياريت تكون آخر مرة 
عشان أي إسم راجل هتنطقيه على لسانك 
أنا.... هقتله...إنت تحبيني أنا و بس و تفكري 
فيا لوحدي أي حد ثاني تنسيه خالص مفهوم . 
تحدثت محاولة تهدأته..
حاضر أنا بس كنت بهزر. 
اجابها بغيرة واضحة..
هزري في أي حاجة ثانية إلا دي... 2
خيرت الصمت لأنها تعلم جيدا أن أي حجة 
ستقدمها له لن يقتنع بها... لا يهمه إن كان 
ياسين طفل صغير أو أن كلاوس هو حارسه 
الخاص... تجزم أن المسكين لا يعرف حتى ملامحها
جيدا و يميزها من صوتها فقط هو و باقي الحرس
في القصر...كيف ستفسر لرجل يغار حتى من والدتها 
التي أنجبتها تنهدت و هي ترفع رأسها نحوه لتجده 
مازال ينظر لها بملامح حادة لتبتسم رغما عنها 
في محاولة أخيرة لتهدأته. 
أنا بحبك اوي... 
شعرت بيديه تربتان على كتفيها لتغمض عينيها 
باستمتاع بينما إرتسمت على شفتيها إبتسامة 
إرتياح...فجأة علا صوت هاتفه ليقطع إنسجامهما
لتتراجع سيلين للخلف مبتعدة عنه لكنه رفض
محتفضا بها بين يديه ثم سار بها نحو الحافة من الفراش ليأخذ هاتفه... 
نظر نحو الشاشة برهة من الزمن قبل أن يتمتم
دون أن يجيب عليه..
داه كابتن الطيارة بيتصل عشان إتأخرنا . 
طب يلا خلينا نمشي أنا جهزت كل حاجة . 
هتفت سيلين تحثه على المغادرة خوفا 
من أن يغير رأيه بسبب مشاكستها له و 
هي تخفي رغبتها في الضحك ... 
ليلا و بعد ساعات طويلة....
توقفت سيارة سيف أمام مدخل الفيلا 
ليترجل منها سيف و هو يحمل سيلين التي 
غفت من شدة تعبها... 
دلف للداخل متجها نحو جناحهما ليضعها على 
الفراش ثم غير لها ملابسها حتى تستطيع النوم
براحة قبل أن يدلف هو أيضا إلى غرفة الملابس 
ليغير ثيابه و يعود ليتمدد بجانبها....
في الصباح إستيقظت سيلين قبله...إحتاجت 
عدة دقائق قبل تستوعب انها قد عادت اخيرا 
لمصر..قفزت من سريرها و هي تشعر بالسعادة 
تغمر قلبها فأخيرا ستسطيع رؤية والدتها التي
إشتاقت لها كثيرا... 
ضمت شفتيها فجأة بتذمر بعد أن تذكرت وجود
سيف بجانبها و الذي بالتأكيد سيغضب 
كثيرا منها إذا إستيقظ و لم يجدها بجانبها... 
تأففت من غيرته المزعجة التي فاقت كل
الحدود ليته فقط كان رجلا طبيعيا كسائر 
الرجال... 
عادت لتجلس على الفراش بجانبه و تبدأ 
في إيقاضه بهدوء لكنها قبل أن تضع يدها 
على كتفه ترددت قليلا و هي تدير عيناها 
بأرجاء الغرفة بحثا عن شيئ ما...رواية بقلمي 
ياسمين عزيز
ففي كل صباح هو يوقضها بطريقة رومنسية 
لأنه في أغلب الأحيان يستيقظ قبلها...عبست 
بعد أن فشلت في إيجاد أي ورود لتلتجأ للخطة
البديلة. 2
راقصت حاجبيها و هي تبتسم بخبث لطيف 
لتتحرك بكل هدوء نحو الحمام حتى لا توقضه
إستحمت ثم فتحت الباب ببطئ و هي تخرج
رأسها حتى تتأكد من أن سيف
 

 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 121 صفحات