ارتؤي الفواد بقلم سهام صادق
شفتيها
اضحكي يا سلسبيل ما أنت خلاص اخدتيه مننا ده أنا هعمل عليكي حما خلاص
قالتها زينة وهي تضحك فهتفت سلسبيل بحرج
أنا مش قصدي والله
بناتك مبسوطين أوي بخطيبة اخوهم يا صباح ياختي مشوفتش فرحتهم دي مع مروة بنتي
نظرت صباح نحو ابنتيها ووقوفهم بجانب شقيقهم وأخذت تتمتم بسرها ببعض الآيات
سلسبيل كانت قريبة من زينة من قبل ما سفيان يفكر يخطبها حتى مروة من اول ما سفيان فكر يخطب سلسبيل وهي دايما كلامها طيب عليها
امتقعت ملامح فاتن وإلتوت شفتيها بإستنكار
مروة بنتي دي طول عمرها هبله أنا البت دي لما كانت بتطلع عندنا ساعات تقعد مع مروة كنت احرس ليكون حاتم اجازة وقاعد
تحرسي من إيه يا فاتن وإيه كلامك ده لأ فهميني ياختي في إيه من ورا كلامك
ابتسمت فاتن وهي تلقي بنظرة متفاخرة نحو عائلة الفتاة التي خطبها ولدها
يا صباح يا اختي ابني ما شاء الله عليه زينة الشباب وأي واحدة تتمنى تكون ليه وتدخل العيلة أنا لحد دلوقتي مش عارفه أنت وافقتي بالبنت دي إزاي ما في عائلات تانيه في البلد تستاهل نناسبها
زفرت صباح أنفاسها براحة بعدما فهمت كلام فاتن المبطن وقالت
سلسبيل مهندسة ما شاء الله وبنت ناس اصل ومحترمين وجميلة والأهم هو اختارها هو أنت يا فاتن قدرتي تخلي حاتم يتجوز أحلام بنت اخوكي
مهندسه وكانت شغاله عند محمد ابني في الصيدلية
قالتها فاتن بعدما لم تجد حديث تقوله ثم واصلت كلامها وهي تلوي شفتيها
لكن حاتم ابني ما شاء الله عليه عرف يختار شايفه النسب يا صباح
ابتسمت صباح وربتت على كف يدها وقد ارتفعت أصوات الموسيقى عاليا بعدما أعلن منظمين الحفل عن قدوم العروسين أخيرا
ربنا يسعده يا فاتن حاتم ده ابني وفرحتي بيه النهاردة متتوصفش
شعرت فاتن بالضيق فمهما حاولت أن تكيد صباح لا تستطيع
بدأت مظاهر الإحتفال وظهرت العروس الجميلة سليلة الحسب والنسب تتأبط ذراع حاتم المبتسم بسعادة
تعلقت نظراتها نحو سفيان الذي تركها مع شقيقاتها وقد أتت والدته للجلوس معهم على نفس الطاولة
إن شاء الله هنعملك احلى حفل زفاف يا عروسة ابني
قالتها صباح عندما ظنت أن نظرة الحسړة التي رأتها بعينين سلسبيل ما هي إلا نظرة حزن لأنها لم تحظى ب حفل خطبة كهذا
ابتسمت لها سلسبيل وحاولت أن تخرج صوتها بثبات حتى لا تفضحها حړقة قلبها على وهم كانت تعيشه
أبدا يا طنط أنا مش زعلانه ولا بفكر في حاجة زي دي و ماما الحمدلله عودتني مقارنش حياتي بحد
ربنا يرضى عنك يا بنتي ويكمل فرحتي بيكم على خير
كانت الإبتسامة تعلو شفتي سفيان الذي وقف جوار عمه سليمان وابن عمه الطبيب محمد وباقي رجال العائلة
يا بني هي هتهرب منك دي حتى قاعدة مع الحاجة صباح وشكلهم هيعملوا حلف نسائي عليك
قالها محمد بهمس خاڤت بعدما زجره بذراعه فارتبك سفيان قائلا
مش فاهم قصدك يا محمد
ارتفع كلا حاجبين محمد ونظر له بنظرة بإستنكار
هنستعبط يا ابن عمي
ابتسم سفيان وأشاح عيناه بعيدا عن الطاولة التى تجلس عليها والدته و سلسبيل
تلك التنهيدة الطويلة التي خرجت من بين شفتي محمد جعلت سفيان يتجه بأنظاره إليه
مالك يا محمد
تبدلت ملامح محمد التي كانت البهجة تحتلها منذ لحظات واحتل الوجوم ملامحه
عجبك اللبس والمسخرة اللي إحنا فيها ده الواحد حاسس إن واقف في ملهي ليلى
تنهد سفيان بقوة فجميع رجال عائلتهم ينظرون حولهم بإستياء ويتهامسون فاستطرد محمد قائلا وهو ينظر نحو شقيقه الذي نهض ليرقص مع عروسه
النسب ده مينسبناش يا سفيان تفتكر البنت دي هتقبل تعيش عندنا في الأرياف
هز سفيان رأسه بآسف ثم ألقى بنظرة سريعة حوله
بس أهلها ناس كويسين
لكن مش شبهنا يا سفيان
تمتم بها محمد وهو ينظر نحو والده الذي ظهر على ملامحه عدم الرضى بما يحدث حوله ويراه
لم تبرح سلسبيل مكانها رغم محاولات زينة و منار في جذبها لتقف
بينهم وسط فتيات ونساء العائلة
حاولت مرارا ألا تنظر نحو حاتم الذي طغى الفرح على ملامحه وتصرف عيناها بعيدا عنه لكن رغما عنها كانت تنظر إليه وتبتلع غصتها
لم تفرح بخطبتها وهو الآن يطير من السعادة والفرح صدقت هبة عندما أخبرتها في مكالمتهم هذا الصباح أن تفيق من هذا الوهم وتنظر إلى ما بين يديها حتى لا يزول
تنهيدة حارة خرجت من بين شفتيها عندما وقعت عيناها على خاتم خطبتها وهي تخفض رأسها نحو يديها المتشابكتين ببعضهم
عادت سلسبيل في نفس الليلة إلى البلده مع سفيان لكن بقية العائلة قرروا قضاء الغد بالعاصمة فهم يمتلكون بحي المعادي عدد من الشقق في أحدى البنايات التي تعد من أملاك جمال الراشد
احكيلي يا سلسبيل اتبسطي
تساءلت والدتها عند دلولفها ليهتف والدها قائلا
الصباح رباح يا روحية سيبي البنت ترتاح
امتقعت ملامح روحية لتقترب منها سلسبيل وتقبل خدها
اتبسط اوي يا ماما
طيب يعني اتبسطي مع خطيبك
اندهشت سلسبيل من سؤال والدتها ولم تفهم سببه ليزفر رضوان أنفاسه بقوة متمتما
قولنا نخلي الكلام بكره الصبح
نظرت روحية إلى زوجها بنظرة ساخطة فهي كل ما تريده أن تطمئن على ابنتها التي منذ خطبتها لا ترى علي ملامحها سعادة الفتيات
ادخلي يا بنتي اوضتك ارتاحي
قالها والدها وهو يربت على كتفها لتتجه نحو غرفتها في صمت فهي بالفعل تحتاج إلى الراحة
عند دخولها إلى الغرفة وغلقها الباب ورائها أسندت ظهرها عليه ورفعت يدها لتضعها على قلبها
لازم انساه هو ميستحقش إني افكر فيه وأحبه
في اليوم التالي
بعدما قضت سلسبيل الصباح تقص لوالدتها ما حدث بحفل الخطبة دخلت غرفتها لتجلب هاتفها وتهاتف سفيان حتى تدعوه لتناول طعام الغذاء معهم
اندهشت سلسبيل من رسائل تغريد العديدة وجميعها بها عبارات يرجف القلب منها
دمعت أعينها ومررت
إصبعها على شاشة هاتفها حتى تحادث تغريد وتسألها ما السبب الذي جعلها مازالت تحقد عليها وتظن أنها خطفت منها سفيان
بعد أول رنين فتحت تغريد المكالمة وقالت بنبرة حاقدة
أهلا ب سلسبيل هانم خطافة الرجاله
اتسعت حدقتي سلسبيل وردت عليها بلسان ثقيل
أنا خطافة رجاله يا تغريد الله يسامحك
اعمليهم عليا ياللي كنت فكراكي صاحبتي لعبتي عليه واخدتيه
وضعت سلسبيل يدها على فمها للحظه ثم هتفت وهي تغلق باب غرفتها
اخدته منك تاني يا تغريد أنت ليه مش مصدقه إن سفيان اتقدم ليا عشان شافني في الفرح
كنتي رفضتيه لكن أنت طماعه و وصوليه ودايما عايزه الأحسن ليكي
ربنا يسامحك ويهديكي يا تغريد
قالتها وهي تجلس على فراشها بوهن لتهتف تغريد بسخرية
ادعي لنفسك ربنا يسامحك يارب ما تشوفي الفرح يا سلسبيل
شعرت سلسبيل وكأن سکين انغرز بقلبها لتبعد الهاتف عن أذنيها بعدما أنهت تغريد المكالمه ونظرت إلى الهاتف بأعين جاحظة
بتدعي عليكي ليه هي البنت دي تعبانه في عقلها
تمتمت بها هبة وهي تشعر بالإختناق على حال صديقتها
مكنتش فاهمه السبب اللي خلاها تكلمني
بعد ما جاتلي البيت وقالتلي اقطعي علاقتك بيا بس لما شوفت
الصور اللي نزلتها مروة على صفحتها الشخصية