بحر العشق المالح
المزرعه
توقفت صابرين عن السير ونظرت لعواد بغيظ قائله
كده طب كمل بقى إنت لوحدك اليوم هنا وأرجع أنا شقة لندن تاني
ضحك عواد وجذبها لمواصلة السير قائلا
تعالى بس هتنبسطي أوى هنا المكان له طبيعه خاصه وإن كان عالوجه الحسن هتلاقى هنا كتير
نظرت صابرين ل عواد قائله
تعرف إن دمك بارد زى الإنجليز بالظبط واضح تآثيرهم على شخصيتك البارده وأنا كمان هستمتع بالماء والخضره ويمكن يطلع صاحب المزرعه راجل وسيم ويبقى هو الوجه الحسن بالنسبه ليا
والتر وجه حسن ده أكبر من جدى صادق ده على رأى رائف عايش من قبل ميلاد الملكه فيكتوريا
تحدثت صابرين بإغاظه
وماله ما الشخصيات الكبيره دى بتبقى مميزه بالحكمه والموده اللى تجذب اللى قدامها ليها
تبسم عواد ل صابرين بثقه دون ردسار الاثنين الى أن وصلا الى مدخل المنزل المرفق بالمزرعه إستقبلهما رجل بعمر الثمانين لكن يبدوا بصحه جيده بالنسبه لعمره فقط يسير على عكاز خشبى أنيق له رأس من الفضه تبدوا بوضوح أنها صدفة بحر إستقبلهما بحفاوه بالاخص صابرين مما جعل عواد يشعر ببعض الغيره وهو يتعامل معها بتلك الألفهحتى صابرين تسير على هواه كآنها تحاول إستفزاز غيرة عواد
إنحنى عواد على صابرين هامسا
مش عارف ليه حاسس إن المكان مش داخل مزاجكك
ردت صابرين
فعلا المكان مش مثيرفقط خضرهبس تحسها خضره مصطنعهريف صحيح بس مش زى الريف المصرىفى مصر تحس الطبيعه أفضل يعنى أبسط شئ المدخنه العاليه اللى هناك دى تحس أنها معموله ديكور مش أكتر إنما هتلاقى فى المكان دفايه بالكهربا التطور الممزوج مع البدائيه بيفسدها
ضحكت صابرين قائله
لأ طبعا كانوا يتغمزوا ويتلمزوا علينا إنما هنا عادى عندهم تسيب من الآخر معندهمش حيا غير ممكن فى مصر يقولوا علينا فعل ڤاضح فى الطريق العامأو أنا أقول إنى معرفكش وقتها يخدوك على أقرب قسم ويتعملك محضر تحرش بأنثى رقيقه وتتلسوع فى القسم
أخرج الهاتف من جيبه ونظر للشاشه وطبيعة صابرين الفضوليه لابد ان ترى من يهاتفه نظرت نحو الشاشه قائله
مش أوليفيا دى اللى بتقول إنها بنت صاحب المزرعه طب بتتصل عليك ليه
رد عواد بتلقائيه
أكيد بتشوفني وصلت لهنا ولا لسه
تعجبت صابرين قائله
وبتسأل ليه هى مش هنا فى المزرعه وأكيد
رد عواد بسهوله أوليڤيا مش هنا فى المزرعه ممكن تكون لسه عالطريقهى عايشه فى لندن بتشتغل هناكده بيت والداها بتيجي فى الاجازات فقط
تهكمت صابرين قائله
آه يعنى إنت وهى متواعدين تتقابلوا هناويا ترى بقى الست أوليڤيا دى بتشتغل أيه فى لندنفاتحه محل بقاله بتبيع فيه منتجات لحوم وألبان
هى فعلا بتشتغل فى اللحومبس اللحوم البشريه دكتورة علاج طبيعي
تهكمت صابرين بسخريه قائله يعنى قصدك
دكتورة تفعيص طب رد عليها واضح إنها تلمه ومش هتبطل رن غير لما ترد عليها
كتم عواد ضحكته وقام بالرد عليها بهدوءوأخبرته انها اصبحت قريبه من المزرعه
انهى عواد الأتصال مبتسما وهو يرى ملامح وجه صابرين التى ترسم بسمه ودت السؤال بفضول لكن قطع السؤالإشارة والتر ل عواد ان يذهب له ناحية أحد الحظائر القريبه من مكان سيرهم
اماء له عواد برأسه ونظر ل صابرين قائلا
تعالى معايا
نظرت صابرين نحو المكان الذى أشار له منه والتر ثم قالت برفض
لأ المكان ده واضح انه مكان حيوانات خلينى اتمشى شويه فى المزرعه وروح إنت له يمكن هيدبح عجل على شرف إستقبالنا
ضحك عواد قائلا
إحنا فى إنجلترا دبح العجل ده فى مصر بس
ضحكت صابرين قائله
أهو شوفت ميزه تانيه للريف المصري كرم الضيافه
ضحك عواد وذهب الى والتر وترك صابرين وحدها تسير بالمزرعه رأت إحدى شجرات الورد البلدى باللون الوردى إقتربت منها ومدت يدها على إحدى الزهرات بالشجره وكادت تقطفها لولا أن شعرت بضربه خفيفه على
كفها ثم تحدثت لها إمرأة بعمر الخامسه والخمسون لكن من يراها يقول انها بأواخر الثلاثينيات او حتى بمنتصفهم
تنهرها بهجوم قائله بالإنجليزيه
كيف لك أيها البلهاء ان تقطفى زهره الا تعلمين أن الزهور مثلنا تتآلم
نظرت لها صابرين بغيظ متهكمه وكادت تسبها لكن إقترب من مكان وقوفهن معا عواد يبتسم قائلا
أولفيا لقد تأخرتى كثيرا لابد ان تدفعى ضريبة تأخير
تبسمت له أولفيا قائله بود وترحيب عواد
أيها الوسيم المصري من أجلك على إستعداد بدفع ضريبه مزدوجه
قالت هذا وتركت صابرين وذهبت نحو عواد تفتح له ذراعيها بترحيب حقا لم تحتضنه لكن يكفى ذالك الترحيب الحافل منها له يجعل صابرين تود سڤك ډمها الآن أسفل قدميها
الاسكندريه
بمصنع السيارات الذى يعمل به فادى
بعد الانتهاء من فترة العمل
دخل فادى الى غرفة مدير المصنع قائلا
مساء الخير يا أفندمخير وصلنى خبر